الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأردن يدعو دائما إلى حل سياسي للأزمة السورية

الأردن يدعو دائما إلى حل سياسي للأزمة السورية

19.04.2013
علي القيسي

الرأي الاردنية
الجمعة 19/4/2013
لعل ما يبرر حالة الغموض والضبابية في الموقف الأردني الرسمي اتجاه الازمة السورية هو غموض الموقف الدولي برمته والذي فتح باب الاشاعات والتكهنات والتسؤلات على مصرعيه حول الموقف الأردني..؟!
وذلك بالرغم من سياسة النأي بالنفس التي انتهجها الأردن منذ تفجر الازمة السورية، ولكن سياسة النأي بالنفس ربما اخذت بالاونة الاخيرة في الانكماش تدريجي بعد التطورات المتلاحقة والسريعة التي تشهدها الحدود الشمالية والاوضاع داخل الشقيقة سوريا ولكن تدفق الاجئين السوريين الهائل وغير المسبوق هو الذي يتحكم بالموقف الاردني المتغير، فالأردن لا يستطيع تحمل وتبعات وتداعيات الازمة السورية الى مالا نهاية، اذ حذر قبل ايام دولة رئيس الوزراء من احتمال ان تصبح المنطقة الشمالية من الأردن منطقة منكوبة، وهذه رسالة موجهة الى العالم خاصة مجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان وايضا اميركا والدول الغربية، فالاوضاع غدت خطيرة جداً على الأردن في ظل تدفق اللاجئن المستمر وما يعكسه هذا الواقع الصعب من اعباء كبيرة على الاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الأردني، الأردن لا يستطيع تحمل اكلاف هذه الازمة المستعرة لوحده وما تفرزه من اخطار محدقة انية ومستقبلية على الصعيد الداخلي الأردني.
والامر الاخر هو ان موقف الاردن من الصراع المسلح الدائر في سوريا بين المعارضة والنظام امسى كابوساً ومصدر قلق للأردنيين جميعاً، فالجميع بات يتمنى ان ينتهي هذا الصراع وتنتهي معه حالة القلق والترقب والتي تعيشها المنطقة كلها خاصة الاردن..فالموقع الجغرافي المتميز الذي يربط الأردن في الشقيقة سوريا هو موقع الحدود والجوار والتاريخ وهذا ما يجعل مواقفنا السياسية الرسمية اتجاه هذه الازمة مواقف حساسة جدا حيث يؤخد علينا اي تصرف صريح ومباشر في تأييد هذا الطرف او ذاك لان المشهد برمته على الساحة السورية غير واضح وضبابي، ولان موقف الدول الكبرى ذات العلاقة ايضا متذبذب ومتردد ومتأرجح وبكلمة اخرى مائع، اذن فلا افق سياسي حقيقي ينهي الازمة ولا ايضا افق عسكري على الارض يؤشر بنهاية الحسم لطرف من الاطراف المتقاتلة، وعلى ضوء هذا المشهد المربك والمحير لا يستطيع الأردن الا ان يكون جزءاً من هذا المشهد الغامض والمربك وذلك حتى ينجلي الموقف وتتضح الرؤية بشكل لا لبس فيه ولا غموض وتكون الارادة الدولية مهيئة لحل هذا النزاع، ويبقى الموقف الاردني الرسمي والشعبي ان كانت في البداية والنهاية هو موقف واضح وصريح وهو مع حرية الشعب العربي السوري في اختيار طريقه ومستقبل بلده ونظامه السياسي في ظل الحرية والكرامة والديمقراطية التي يناضل من اجلها ودفع من دم ابنائه الكثير والغالي وذلك على مدى عامين.