الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأردن في ورطة

الأردن في ورطة

20.04.2013
فهد الخيطان

الغد الاردنية
السبت 20/4/2013
أشعل الإعلان الأميركي عن إرسال 200 جندي إلى الأردن، حمّى التوقعات بقرب تدخل عسكري في سورية. لكن شروحات وزير الدفاع الأميركي تشك هيغل، أمام لجنة "الخدمات المسلحة" في الكونغرس الأميركي التي نشرت "الغد" تفاصيلها أمس، برّدت الأجواء الساخنة حيال هذا الأمر. هيغل حذر من العواقب المحتملة لعمل عسكري أميركي مباشر في سورية، وقال إن ذلك "يورط الولايات المتحدة بالتزام عسكري كبير، مطول وملتبس". وحدد سياسة أميركا تجاه الوضع في سورية في ست نقاط، ليس من بينها اللجوء إلى خطط الطوارئ إلا في حالة واحدة، وهي إقدام النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
لكن فيما يتعلق بنشر الجنود الأميركيين في الأردن، لم ينكر هيغل علاقة هذا الأمر بالأوضاع في سورية. وقال إن هذه الوحدة العسكرية "ستعزز جهود فريق صغير من الجيش الأميركي، كان يعمل في الأردن منذ العام الماضي، على التخطيط المتعلق بالأسلحة الكيماوية، ومنع امتداد العنف عبر الحدود الأردنية".
لم يكن في وارد الجانب الرسمي الأردني، على ما يبدو، الإعلان عن قرب وصول القوة الأميركية  للأردن، لكنه فوجئ ببيان وزارة الدفاع الأميركية، فجاءت التعقيبات الرسمية بهذا الخصوص مرتبكة ومتناقضة مع الرواية الأميركية. في البداية، أقر متحدث رسمي بالارتباط بين نشر الجنود الأميركيين وبين الأوضاع على الحدود الشمالية. وفي وقت لاحق، صدر بيان عن القيادة العامة للقوات المسلحة، نفى نفيا قاطعا أن تكون هناك أي علاقة بين الأمرين، وقال إن إرسال الجنود الأميركيين لا علاقة له بالوضع القائم في سورية، إنما هم مجموعة أولى من مجموعات ستصل تباعا للمشاركة في تمرين "الأسد المتأهب" الذي يقام في الأردن للسنة الثانية على التوالي، بمشاركة جيوش من 19 دولة عربية وأجنبية.
اليوم التالي للإعلان عن إرسال الجنود، وتحذيرات الرئيس السوري بشار الأسد للأردن من مغبة التورط في الصراع الدائر في بلاده، حمل مزيدا من الأخبار المثيرة لم تحظ بعد بتعليق رسمي؛ صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأميركية ذكرت أن الولايات المتحدة تخطط لإرسال 20 ألف جندي للأردن في الأسابيع المقبلة؛ وصحيفة الشرق الأوسط اللندنية قالت في تقرير لمراسلها في عمان إن الأردن طلب من الولايات المتحدة نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" على حدوده مع سورية، في خطوة تذكّر بإجراء مماثل حصل قبل غزو العراق في العام 2003. وتزامن ذلك مع الإعلان عن زيارة لوزير الدفاع الأميركي لعمان الأحد المقبل، في الوقت الذي يكون فيه الملك عبدالله الثاني قد وصل إلى واشنطن لعقد سلسلة من اللقاءات المهمة مع أركان الإدارة الأميركية، تختتم بلقاء قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في السادس والعشرين من الشهر الحالي.

في الأثناء، يعكف مسؤولون أردنيون على إعداد الخطط للتوجه إلى مجلس الأمن لطلب دعم دولي لمساعدة الأردن على تحمل أعباء أزمة اللاجئين السوريين التي تتفاقم يوما بعد يوم، ولا يجد معها بدا من التفكير جديا في إنشاء منطقة إنسانية عازلة داخل الأراضي السورية، وبإشراف أممي.
ليس في وارد الأردن التدخل عسكريا في سورية، ولا يوجد سبب لدى النظام السوري للشك في النوايا الأميركية بعد تصريحات هيغل القاطعة. لكن الأسد لم يلحظ وهو يحذر الأردن من مخاطر التورط في أزمة بلاده، بأن حرب نظامه ضد المعارضة قد وضعت الأردن في قلب التهديد. ألا يكفي وجود نصف مليون لاجئ على أراضينا للقول إننا في ورطة؟!