الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة الإنسانية في سوريا

الأزمة الإنسانية في سوريا

13.04.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 12/4/2014
منذ اندلاع الازمة السورية وتفاقم الاوضاع الانسانية على الارض، بعد النزوح الكثيف للسكان داخل وخارج سوريا فرارا من المعارك والقصف بالطائرات والبراميل المتفجرة والصواريخ، لم تتوقف دولة قطر عن تقديم الدعم غير المحدود للاشقاء من اللاجئين والنازحين المنكوبين بفعل سياسات نظام ظالم لم يتورع عن تنفيذ حملة ابادة وتهجير غير مسبوقة ضد شعبه من أجل التمسك بالسلطة.
وفي اطار الحملة العالمية التي تتخذ شعارا (أنا بحاجة إليك) وتشارك فيها 30 منظمة مدنية من 15 دولة، عبرت امس قافلة (اهل قطر) الحدود التركية الى داخل سوريا، وهي اكبر قافلة مساعدات موجهة للاشقاء في الداخل السوري تسيرها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف). وهذه القافلة هي جزء من مسيرة لم تتوقف لا تزال تقودها دولة قطر، من خلال مؤسساتها الرسمية ومنظماتها الخيرية، امتدت بالعون الى كل مكان يوجد فيه لاجئ او نازح سوري داخل او خارج سوريا، وذلك لتلبية الاحتياجات العاجلة والمتزايدة للاشقاء السوريين، الذين
مع استمرار الوضع المأساوي للنازحين واللاجئين وتصاعد نداءات الاستغاثة التي ظلت تطلقها الامم المتحدة ومنظماتها، بعد أن وصل حال النازحين السوريين الى "وضع كارثي"، تبدو الحاجة اكثر الحاحا لجهد اكبر من المجتمع الدولي لكي يقابل مأساة القرن في سوريا.
الازمة الانسانية المروعة في سوريا، تبدو اليوم بحاجة الى معالجة جذرية، من خلال ابتداع وسائل جديدة تتناسب مع حجم هذه الكارثة التي أصبحت وصمة عار في جبين العالم. ملايين الاطفال والنساء المشردين بلا مأوى ولا كساء ولا غذاء ولا مدارس، يعيشون تحت القصف او في العراء او معسكرات اللجوء، يستصرخون كل يوم ضمير المجتمع الدولي، الذي اصبح يتلقى التقارير الواردة عن الاوضاع الانسانية المأساوية للاشقاء السوريين بلا مبالاة مميتة.
لقد كان الانقسام الذي تابعه العالم في مجلس الامن منذ بداية الازمة، عاملا رئيسيا فيما وصلت اليه الاوضاع الانسانية للاشقاء السوريين اليوم، وهي اوضاع مرشحة للوصول الى مستويات اكثر كارثية، ان لم يراجع المجتمع الدولي آلياته في التعامل مع هذه الازمة في بعديها السياسي والانساني.