الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية.. لطمة جديدة للحراك الأميركي

الأزمة السورية.. لطمة جديدة للحراك الأميركي

21.12.2013
الوطن السعودية


الخميس 19/12/2013
السياسة الأميركية في سورية ما زالت تتخبط في أخطائها، خاصة بعد أن فقدت مصداقيتها أمام العالم، نتيجة تخاذلها الواضح في لجم جماح نظام الأسد ومنعه من ارتكاب المجازر ضد الأبرياء من شعبه خاصة الأطفال والنساء.
فقد تلقت واشنطن صفعة جديدة أمس بعد رفض الجبهة الإسلامية المعارضة للنظام الأسدي الاجتماع مع مسؤولين أميركيين، للبحث في مفاوضات "جنيف 2"، التي تبحث في حل سلمي للأزمة التي تقترب من عامها الرابع.
وجاء الرفض بعد سلسلة إخفاقات أميركية، بدأت برفض واشنطن التدخل في النزاع منذ البداية، ثم النكوث عن تنفيذ وعدها بتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام دمشق، في حال استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، والاكتفاء بدلا من ذلك باتفاق على تدمير هذا السلاح دون مراعاة للمجازر اليومية التي يرتكبها أركان النظام الأسدي. ناهيك عن قرار واشنطن الأخير تعليق المساعدات الأميركية للمسلحين المعارضين للنظام، مما أثار غضب المعارضة وامتعاضها من الموقف الأميركي.
الفشل الأميركي قد يربك عملية التحضير لعقد "جنيف 2" المقرر في 22 يناير المقبل في مدينة مونترو السويسرية، وذلك بسبب تخاذل دول العالم في دعم الثوار بالأسلحة النوعية التي تعيد التوازن في ميزان القوى بالساحة السورية، خاصة بعد الانتصارات النوعية التي حققها النظام في الفترة الأخيرة بمنطقة القلمون بدعم من ميليشيات حزب الله وميليشيات عراقية، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.
اختلال التوازن العسكري مع عدم وجود ضمانات دولية باستبعاد الرئيس بشار الأسد من لعب أي دور في مستقبل سورية، جعلا الأوراق مختلطة، وباتت مباحثات السلام المرتقبة غير ذات فائدة، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في وقت سابق بأن "جنيف 2" مصيرها الفشل.
نجاح مباحثات السلام، يتطلب من المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى، خطوات أكثر جدية، تتمثل في وقف فوري للقتال بسورية، وتهديد نظام الأسد باستخدام القوة في حال لم يمتثل لذلك، إضافة إلى دعم المعارضة لوجستيا وعسكريا، مع التعهد بتنفيذ خارطة طريق لمستقبل سورية. إذا تحقق ذلك فقد يمكن وقف نزيف الدم السوري، وتحقيق استقرار المنطقة.