الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية.. لعبة روسية بامتياز

الأزمة السورية.. لعبة روسية بامتياز

26.05.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاحد 26/5/2013
إذا صدق نظام الأسد في موافقته المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، فعليه أن يبدي حسن نيته بإيقاف حملته العسكرية المجنونة على المواطنين السوريين في القصير وغيرها، فالتدمير المتواصل لا يوحي أبدا بحسن نية مستقبلا لدى النظام، ويؤكد ذلك تصريحات وزير إعلامه التي يطالب فيها جامعة الدول العربية بـ"إلغاء كل قراراتها المتخذة ضد النظام السوري" و"الاعتذار للشعب السوري وحكومته" حتى تشارك في المؤتمر.
أما الأغرب فهو أن روسيا وليس النظام السوري هي من أعلنت عن موافقته المبدئية على المشاركة في "جنيف 2"، كما أن روسيا اشترطت على المعارضة السورية أن توافق فقط على المشاركة من غير شروط مسبقة، لتبدو الأزمة السورية - بشكل سافر - في الأيام الأخيرة لعبة روسية بامتياز، أما مصطلح "الموافقة المبدئية" فهو مناورة أخرى مشتركة بين الروس ونظام الأسد؛ للتملص وعرقلة المؤتمر عند الحاجة، لتظهر لعبة المؤتمر مجرد مهلة زمنية إضافية للأسد كي يحقق مزيدا من المكاسب لعله ينقذ نفسه، وهو الاعتقاد ذاته الذي تلبسه مع كل المبادرات السابقة التي التف عليها وتلاعب من خلالها بالمراقبين العرب والدوليين.
أما الأكثر غرابة فهو أن يتحدث وزير إعلام النظام السوري بمنطق "القوي" وهو الذي يعاني ما يعانيه على المستوى الداخلي، إذ فقد السيطرة على معظم الأراضي والمنافذ الحدودية، وباتت المساحات التي يسيطر عليها لا تتجاوز مواقع صغيرة متفرقة وأجزاء من دمشق ومناطق الساحل التي يقطنها الموالون له بحكم الانتماء الطائفي. إذ أشار الوزير إلى "عدم ثقة بلاده نهائيا ببعض أعضاء الجامعة العربية... وإلى أنه لا دور لهم الآن أو مستقبلا للمشاركة في إيجاد حل للنزاع السوري". وتلك نية أخرى لخلق ذريعة جديدة للمناورة بما يتعلق بالمؤتمر المزمع.
غدا في العاصمة الفرنسية باريس يلتقي وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لمناقشة مؤتمر جنيف 2، وعبر المؤشرات السابقة يُخشى من عدم التوافق على ما ينقذ الشعب السوري بسبب احتمال إصرار روسيا على فرض شروط تهدف إلى إنقاذ الأسد والإبقاء عليه، وهذا ما يعطل مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. إن حسمت النتيجة مسبقا بمزاج روسي لصالح الأسد، فستكبر الأزمة أكثر، إلا إن كان للولايات المتحدة وفرنسا رأي آخر.