الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية... هل تنهي الهدوء في الجولان؟

الأزمة السورية... هل تنهي الهدوء في الجولان؟

23.05.2013
ويليام بوث

ويليام بوث
الاتحاد
الخميس 23/5/2013
تبادل الجيش الإسرائيلي والقوات السورية الرسمية إطلاق النار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي بمقربة من خط وقف إطلاق النار بمرتفعات الجولان المحتلة، وهي المنطقة التي تحولت مؤخراً، على خلفية الصراع الجاري في سوريا، إلى بؤرة توتر محتملة تصلها بين الحين والآخر تداعيات الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا.
وحسب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، تعرضت سيارة جيب تابعة للجيش الإسرائيلي لعملية إطلاق نار بأسلحة خفيفة من مركز تابع للجيش السوري، ما حدا بإسرائيل «إلى الرد على المصدر»، وأضاف مسؤولون أن إسرائيل ردت بإطلاق صاروخ قصير المدى مضاد للدببات.
ورغم وقوع عدد من الحوادث في الآونة الأخيرة على جانبي الحدود مثل سقوط قذائف الهاون على الجولان المحتل، فإن أغلب هذه الحوادث كانت غير مقصودة، وتندرج في إطار القذائف الشاردة، ليبقى الاستهداف المبيت لإسرائيل كما حدث يوم الثلاثاء الماضي أمراً نادراً.
ومن جانبه أصدر الجيش السوري بياناً قال فيه إن قواته «دمرت آلية إسرائيلية بكل ما كان فيها»، وأكد السوريون أن العربة الإسرائيلية تعرضت للهجوم فقط بعد عبورها خط وقف إطلاق النار باتجاه قربة «بئر العجم»، التي تعتبر من القرى الموجودة على الجانب السوري من الجولان، وهي قرية تبادل السيطرة عليها كل من النظام والمعارضة خلال الأزمة المستمرة.
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «إيتان بوتشمان»، قال إن «العربة كانت على الجانب الإسرائيلي»، مضيفاً أنها استهدفت برصاصة واحدة، وأنه لم يقع شيء للجنود بداخلها.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يعلون، بأنه «لن نبقى مكتوفي الأيدي بشأن الطلقات التي تستهدف أراضينا»، وتابع قائلا «إن سياستنا واضحة فـي الصراع السـوري، إننـا لا نريد التدخل في الحرب الأهلية الجارية هناك، إلا أن الأوضاع المحتقنة في الجولان قد لا تسمح لنا بالوقوف متفرجين وقد تدفعنا للتدخل لوقف إطلاق النار على جنودنا».
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الإسرائيلي، الجنرال «بيني جانتز»، قد زار مرتفعات الجولان والتقى ببعض القوات المنتشرة هناك، ويعتبر خط وقف إطلاق النار بالقرب من قرية «بئر العجم» إحدى الخطوط الضيقة للغاية التي لا تتجاوز مساحتها بضعة كيلومترات تفصل الجانبين السوري والإسرائيلي وتراقبها دوريات قوات حفظ السلام الأممية التي تجوب المنطقة العازلة تفادياً لوقوع حوادث.
ولأربعين سنة ماضية، ظل خط وقف إطلاق النار السوري الإسرائيلي هادئاً حتى الشهور الأخيرة التي شهدت اختطاف قوات تابعة للأمم المتحدة الذين أُطلق سراحهم مؤخراً.
كما أن العلاقة بين إسرائيل وسوريا التي حافظت على الهدوء بينهما طيلة السنوات الماضية ساءت خلال الفترة الأخيرة على خلفية الهجمات الجوية، التي شنها الطيران الإسرائيلي على مواقع سورية قالت إسرائيل إنها تضم صواريخ كانت موجهة إلى «حزب الله» اللبناني.
وحكومة الأسد في دمشق تتهم إسرائيل بمساعدة المعارضة والقوات التي تقاتل النظام، وفي هذا السياق عرضت المنابر الإعلامية السورية يوم الإثنين الماضي ما قالت إنها عربة إسرائيلية تم ضبطها عند الثوار، ما يؤكد حسب الرواية الرسمية مساعدة إسرائيل للمعارضة.
لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رد موضحاً أنه بتفحص أرقام العربة التي عرضتها وسائل الإعلام السورية يتبين أنها خرجت من الخدمة قبل عقد من الزمن، وقد تم استخدامها آخر مرة من قبل جيش جنوب لبنان المنحل، الذي كانت تدعمه إسرائيل في مواجهة «حزب الله» قبل سنوات عدة.
إلى ذلك استمر النظام في قصف مكثف لبلدة القصير باستخدام الطيران لليوم الثالث على التوالي في محاولة حكومية لاستعادة المدينة الاستراتيجية الواقعة غرب البلاد.
ويقدر عدد سكان البلدة بحوالي 20 ألف شخص يعيشون اليوم على وقع حصار القوات الحكومية التي تطوق المدينة وتسعى إلى دخولها.
ويمثل بسط القوات النظامية لسيطرتها على المدينة مكسباً استراتيجياً لها، وهو الأمر الذي دفعها للاعتماد على ميليشيات تابعة لـ«حزب الله» في استكمال الهجوم على المدينة. وقد تباينت الروايات بين الحكومة والمعارضة حول الوضع في القصير.
ففي بيان صادر عن الحكومة السورية يوم الثلاثاء الماضي، أكد النظام «عودة الاستقرار» إلى معظم أحياء القصير، وتكبيد القوات الحكومية خسائر ثقيلة للمعارضة.
لكن من جهة أخرى أظهرت أشرطة فيديو على الإنترنت أدلة على المعارك الشرسة، التي ما زالت مستمرة للسيطرة على المدينة، وهو ما أشار إليه أحمد الناشط في المعارضة الذي رفض الإفصاح عن كامل اسمه لدواعي أمنية بقوله إن «الجيش السوري الحر الذي يقاتل في المدينة لم يتزحزح متراً واحداً عن مواقعه».
ويبدو أن مشاركة عناصر تابعة لـ«حزب الله» في الحرب الدائرة بسوريا ودعمه للنظام، تثير الكثير من اللغط داخل لبنان لتحول الحزب من محاربة إسرائيل إلى محاربة المسلمين، ناهيك عن الكلفة التي يتكبدها الحزب لناحية سقوط بعض قواته التي يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المستقر ببريطانيا إنها وصلت إلى 31 قتيلا، فيما تقول المعارضة إنه ما لا يقل عن 68 من الثوار سقطوا وقتل ثلاثة جنود للجيش السوري خلال المعارك الشرسة التي اندلعت في الأيام الثلاثة الماضية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»