الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية واستحالة الحسم العسكري

الأزمة السورية واستحالة الحسم العسكري

03.04.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
الاربعاء 3/4/2013
في الأيام الأخيرة ازداد النظام السوري وحشية وعنفا، فقد قتل الشهر الماضي وحده ما يزيد على 6 آلاف سوري. آخر تلك المجازر التي نفذها نظام بشار وقعت اليومين الماضيين في محيط دمشق، وهي المنطقة التي من الممكن أن تشهد معارك عنيفة خلال الأيام المقبلة.
اللافت فيما يخص الأزمة السورية هو تصريح المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية ناصيف حتى بالأمس من أن "الجامعة لا ترى أن هناك حلا للأزمة السورية إلا الحل السياسي مهما كان الصراع العسكري الدائر حاليا"، وهو تصريح مفاجىء يلتبس مع ما ورد في البيان الختامي لقمة الدوحة، من تقديم المساعدات العسكرية للمعارضة السورية من قبل الدول العربية التي ترغب في ذلك، وإن كانت الدول العربية تفضل الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية. إلا أن تصريح الجامعة بالأمس يشير إلى أن إنهاء الأزمة السورية عسكريا أمر غير مطروح، أو لا يجدي نفعا، وبالتالي فإن المساعدات العسكرية أيضا لن تجدي نفعا، ليقتصر الحل على الوسائل الدبلوماسية فقط.
نعلم أنه قد تم تدويل الأزمة السورية بعد أن دخلت كل من موسكو وبكين وطهران على الخط إلى جانب النظام. ونعلم أن سورية أصبحت قضية ضمير عالمي كجارتها فلسطين، وأن المجتمع الدولي أقر بفشله في إنهاء الأزمة، وترك كافة الأطراف تتنازع على الأرض، فالمصالح الدولية تخون كل المبادىء والقيم الإنسانية في الوقت الذي تتعارض فيه مع مصالحها، نعلم ذلك جيدا إلا أن إشكالية الأزمة السورية ومخرجاتها في المستقبل لن تنسحب على الصين أو الولايات المتحدة، ولكنها ستنسحب على المنطقة، على محيطها العربي بالتحديد، لذا فإن الموقف العربي يجب أن يكون مبادرا في طرح الحلول لإنهاء القتال في سورية، وأن يكون متوافقا في وسائل تلك الحلول، عن طريق التحركات الدبلوماسية مع القوى العظمى منفردة، أو عن طريق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن يعي العرب أن سقوط نظام بشار وإنهاء القتال في سورية ليس سوى إسدال الستار على مشهد تراجيدي مؤلم، لن تكتمل تفاصيله إلا في المشاهد اللاحقة.