الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية والأمن الأوروبي

الأزمة السورية والأمن الأوروبي

20.07.2016
اليوم السعودية


كلمة اليوم
اليوم السعودية
الثلاثاء 19-7-2016
لم تحرك الدول الاوروبية ساكنا لحل الازمة السورية، على الرغم من أن هذه الدول أصبحت ساحة خلفية لما يدور صداه في سوريا، واذا حدثت سلسلة من التفجيرات في بلجيكا وفرنسا، وفي تركيا القريبة جراء النيران السورية، فإن المؤشرات الامنية تفيد بأن المسرح الاوروبي، لن يبقى على هذا النحو، بل ان احتمالية السيطرة على احياء، او استلهام مظاهر الانقلاب الفاشل في تركيا، باحتلال الشوارع الرئيسة في هذه الدول قائم، لأن حركة التجنيد ما زالت قوية بشكل يؤكد وبما لا يقبل الشك، أن من وجدوا في الازمة السورية امكانية لتصريف الجهاديين الى مناطق الصراع والنزاع، تناسوا، أن الذهاب والعودة امران متلاصقان، وان القادمين من الدول الاوروبية، يحملون في ثناياهم افكارا عن التمييز وعدم الاندماج وضعف الانتماء والهوية، وذاكرة تاريخية مأساوية، وكيف اذا ما تمرس هؤلاء بالقتال وتدربوا واصبحوا ادوات تلقفتهم دول واجهزة أمنية واستخباراتية، هدفها الرئيس تحويل اوروبا الى حالة من الفوضى.
إن صعود اليمين الاوروبي، ساهم بقدر كبير في ايضاح هذه الظاهرة، وفي انتاجها، ودفعها باتجاه سوريا والعراق، كما ان بعضا من مخططي الامن والسياسات اعتبروها فرصة للتخلص من أكبر قدر ممكن من اصحاب السوابق، وتفريغ السجون التي تكتظ بالسجناء من أصول مغاربية وآسيوية، لتجد داعش، وغيرها من اجهزة استخبارات دولية واقليمية ضالتها، لاستغلال أوضاعهم النفسية، واوضاعهم القلقة بسبب الادمان والمخدرات، ليصبحوا تحت الضغط والتعبئة الدينية المتطرفة، قنابل جاهزة وادوات متفجرة، حيث يستغل البعض منهم قوانين السجون، ليخرج في اقرب فرصة، وهو يتطلع اما للذهاب الى سوريا والعراق، او القيام باعمال ارهابية في الدول الاوروبية.
مشكلة الدول الاوروبية انها تقاعست عن المساهمة الحقيقية في حل الازمة السورية، في وقت تفيد بعض القراءات السياسية، بأن ثمة من يرغب بأن تزيد الامور سوءا في اوروبا، سواء كان ذلك عبر اغراق اوروبا باللاجئين، او في عودة المقاتلين الاجانب الى بلدانهم لتقويض الامن والاستقرار في دول الاتحاد الاوروبي. وقد كانت المملكة سباقة في تحذيراتها لدول العالم، بأنه اذا لم يتكاتف العالم لمحاربة الارهاب فانه سيطرق ابوابهم لا محالة.
كل النظريات الامنية تفيد بأن الامن اليوم، أصبح متداخلا ومتشابكا على المستوى الدولي، وان من يظنون أنهم بعيدون جدا عن نار الارهاب الكاوية، هم في غفلة سياسية وامنية، فالارهاب ليس مجرد افراد وتنظيمات متطرفة، وانما ارهاب اليوم، تقف خلفه دول وشركات واجهزة استخبارات متعددة، تؤوي الارهابيين، وتتعاون معهم، كالنظام الإيراني الذي يعلم الغرب أنه يؤوي قادة القاعدة وييسر عبورهم، ويستخدمهم ضد الدول العربية. وآن الآوان لدول الاتحاد الاوروبي ان تعي جيدا أن هناك من يستهدف امنها واستقرارها، وان استمرارية الازمة السورية، يعني استمرارية التفجيرات الارهابية فيها في كل مكان من العالم.
عندما كانت المملكة تدعو لربط الانفتاح الغربي والاوروبي على ايران، بضرورة محاربة الارهاب والكف عن دعمه، وتسليم المطلوبين، وعدم ايواء قادة التنظيمات الارهابية، تجاهل وتغافل البعض، وعندما كنا نؤكد التفجيرات في العراق التي تطال الشيعة هي بتدبير إيراني، لم يصدق البعض حتى اكتشف العراقيون الوطنيون الحقيقة المروعة، وهي أن نظام إيران يستخدم العراق لتفريخ المزيد من خلايا الإرهاب، شيعية وسنية وربما تساعد طهران هذه المنظمات على إيصال آلتها التدميرية إلى أوروبا.
وبات من الواضح أن أولى حتميات القضاء على الإرهاب هي نزع الورقة السورية من إيران وشبكاتها الإرهابية والمنظمات التي تستثمر الأزمة السورية لنشر الإرهاب. ولا يتم ذلك إلا بدعم أغلبية السوريين للتخلص من نظام الأسد الدموي وميليشيات إيران التي تحول سوريا إلى ساحة حرب وتدمير.