الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية والدوران في حلقة مفرغة

الأزمة السورية والدوران في حلقة مفرغة

29.12.2014
الوطن السعودية


الاحد 28-12-2014
شهور قليلة وتكمل الثورة السورية عامها الرابع وما زال الجميع يدور في الحلقة المفرغة ذاتها، وما زالت روسيا تماطل في المساعدة على حل الأزمة، وتحمي النظام السوري، وتدعي عكس ذلك بحسب تصريحات مسؤوليها التي تقول إن موسكو تريد مصلحة الشعب السوري.
لذلك لم تخرج لقاءات وفد الائتلاف السوري المعارض في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين عن تلك الحلقة المفرغة، وبقي الحديث ضمن الإطارات نفسها من حيث البحث عن حل سياسي، ومناقشة العودة إلى بيان "جنيف 1" مع عدم الاتفاق على وضع الرئيس بشار الأسد، وهل يبقى أم يرحل؟
وإذا كانت التسريبات تقول إن هناك مبادرة للحل تلوح في الأفق تسعى إليها مصر، والحديث يجري حول إعادة بناء الجيش السوري تحت قيادة مجلس عسكري موحد يشمل جميع التيارات، يتولى إدارة المرحلة الانتقالية مع حكومة موقتة، فإن الواقع يشير إلى أن النظام السوري بعيد عن هذا الطرح من خلال سعاره غير المسبوق بقصف المدن السورية، إذ نفذ الأسبوع الماضي أكثر من 500 غارة جوية خلال ثلاثة أيام، راح ضحيتها مئات المدنيين. مما يعني أن فكرة الحل السلمي غير واردة لديه.
إلى ذلك، فإن ما قيل من أن مصر عرضت أن تكون المفاوضات على أراضيها بدل عقدها في روسيا، يبقى خيارا أفضل على الرغم من أنه في حقيقته لن يغير من سياسة روسيا الباحثة عن المصالح والمساومة باستخدام الورقة السورية للحصول على مكاسب في الأزمة الأوكرانية التي ورطت نفسها فيها، ولو كانت روسيا حسنة النية في حل الأزمة السورية لأعلنت موقفا مغايرا وأبدت عدم تمسكها بالأسد تحديدا.
أما المطلوب فهو عودة الصف العربي إلى التلاحم في القضية السورية، ولعل لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس مع أعضاء وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية يخرج بصيغة تفاهمية عربية يتم الضغط من خلالها على روسيا لتبدي مرونة على مختلف الصعد المتعلقة بالشأن السوري، بدءا من إيقاف دعم النظام، وانتهاء بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، فالبشر هناك أصبحوا ينامون ولا يتخيل أحدهم أنه سيستيقظ حيا.
باختصار، الحلقة المفرغة التي تدور فيها الأزمة السورية يجب أن تنتهي، أما كيف، فالكرة في ملعب الروس قبل غيرهم.