الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية والصفقة المقبلة

الأزمة السورية والصفقة المقبلة

14.06.2014
علي البلوي


اليوم السعودية
الخميس 12/6/2014
معلومات عديدة تؤكد ان الازمة السورية في طريقها للحل، لان استمرارها يؤدي الى الفوضى ويحولها الى دولة هشة، وان الغرب اصبح معنيا اكثر بأمنه الداخلي وانعكاسات وتداعيات الارهاب عليه لدرجة ان المنسق الاوروبي للامن والارهاب قال كلاما ان الارهاب في العراق وافغانستان لا يقارن عما عليه في سوريا، وان قياديي تنظيم القاعدة، وجدوا طريقهم الى سوريا،
ولكنه لم يؤكد ان ذلك كان بمساعدة ايرانية.
وقال ان السعودية الدولة الوحيدة التي اتخذت اجراءات عقابية ضد من يذهب الى مناطق الصراع والنزاع،
ويدرك الغرب ان كلا من سوريا وايران استخدما علاقاته لتجميع الارهابيين في سوريا، وان بعضهم يعمل بنظام الاستئجار، فيما نشطت خلايا حزب الله والحرس الثوري الايراني لاستقطاب الاجانب للقتال في سوريا، بينما كانت طهران تمارس نشاطا طائفيا اخر، عندما صورت لبعض الشيعة في باكستان وافغانستان ان ما يجري ما هو الا حرب طائفية، وطلبت من طلاب الحوزات العلمية القادمين من افريقيا وغيرها الذهاب والمشاركة في الدفاع عن قبور ومزارات الشيعة في سوريا، وقد بلغ عدد الطلبة الاجانب اكثر من خمسة الاف طالب قدموا عبر ايران، ومكث بعضهم اكثر من ستة اشهر في سوريا، مقابل حصولهم على الدعم المالي والاعتباري، بينما تهدف ايران من وراء ذلك لتدريبهم ليصبحوا مستقبلا جزءا من تنظيم حزب الله، او حزب الدعوة او مرتبطين عمليا بقواعد الحرس الثوري في بلدانهم.
الزيارات والاتصالات التي يقوم بها الامير سعود الفيصل، تؤكد ان في الافاق المقبلة ثمة حلا سياسيا، خاصة وان الائتلاف السوري المعارض اكد مؤخرا تسلمه اسلحة نوعية قد يكون لها دور مؤثر على موازين القوى الداخلية
الصفقة المتوقعة في سوريا هذه المرة ستكون بتوافقات اقليمية ودولية، حيث تضع ايران كلا من ملفها النووي وحكومة نوري المالكي في سلة واحدة، وان موافقتها على الحل السياسي في سوريا واستثناء الاسد، يتطلب موافقة اقليمية على عدم المساس والتغيير في المكونات الداخلية، والابقاء على الجيش، وايضا الموافقة الضمنية على قوة وجيش علوي، وحصص سياسية واضحة، وهذا الموقف ناجم عن تداعيات الموقف الروسي في اوكرانيا واحتمالية تطور الاحداث هناك بما يشكل استنزافا لروسيا كما حدث ابان الاتحاد السوفيتي، ولعل الغرب قد توصل الى اتفاق داخلي يخص وقف التحدي الروسي الجديد، والعمل بوسائل دبلوماسية على استعادة اوكرانيا لاستقرارها ولسيادتها في اشارة واضحة للقرم.
الوضع الامني في العراق يتطور باتجاهات سلبية وباتجاه حرب اهلية عقب الدور الكبير التي تقوم به داعش في الانبار والموصل، وهذا سيقلق الاكراد في شمال العراق لان مخطط داعش وتحركاتها ليست بعيدة عن توجهات رئيس الوزراء نوري المالكي، ورغبته بالانقلاب على الديمقراطية واعلان حالة الطوارئ في البلاد، فالوصول الى الشمال يعني ممارسة ضغوط امنية على حكومة اقليم كردستان، خاصة وان كتلة المالكي ليس بمقدورها وحدها تشكيل حكومة، خاصة في ظل مطالب القوى الشيعية الرئيسة بتغيير المالكي واستبداله بشخصية اخرى، غير ان طهران ترى ان هناك فيتو امريكيا على ترشيحه لولاية ثالثة، ولهذا فان الاستحقاق الرئاسي في العراق رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة معطلتان الان، كما هو الامر في لبنان، حيث يعيش لبنان فترة الفراغ الرئاسي.
زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى تركيا ليست زيارة اقتصادية فقط بل سياسية بامتياز، فقد كانت الدبلوماسية الايرانية تسابق الخطى نحو اي دعوة او مبادرة من مصر، الا ان ايران وجدت ان تتغيب عن حضور حفل تنصيب الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، والقيام بزيارة اولى للرئيس الايراني الى تركيا لتؤكد اولا ان ايران قريبة من التحالف التركي الاخواني، وانها تشعر بأن فرص تأثيرها في المنطقة تتراجع مع استعادة مصر لدورها العربي والاقليمي، كما انها تعلم ان قوة مصر وامنها واستقرارها هي قوة لدول ومجتمعات الخليج، وهو ما يفسر الموقف الاستثنائي للمملكة والامارات والكويت في دعم امن واستقرار مصر، وعبرت عن ذلك الرسالة الملكية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين للرئيس المصري ولمصر، ولمن يرغب العبث بأمن واستقرار مصر.
المبادرة والصفقة هي جزء من تفاهمات روسية امريكية هذه المرة، وستكلف مصر بقيادة هذه المبادرة، خاصة وأن نظام الحكم في مصر لديه خطوط اتصال فاعلة ومؤثرة مع موسكو ودمشق وواشنطن، ناهيك عن المعلومات الاسرائيلية التي اكدت ان تل ابيب ابلغت واشنطن وموسكو بأنها لا تعارض اي حل سلمي في سوريا تكون احدى نتائجه ابعاد الاسد عن السلطة.
في غضون هذا الحراك، تشهد الساحة اليمنية حربا معلنة بين الجيش اليمني والارهاب الحوثي، خاصة بعدما القت الاستخبارات اليمنية القبض على اموال واسلحة ومخططات ايرانية لقلب الاوضاع في اليمن، خاصة بعدم تمكن الجيش من فرض سيطرته على العديد من المناطق والمواقع، ما دفع بطهران لارسال نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية لتوقيع مذكرة تفاهم امنية مع صنعاء، قابلها الحوثيون بالرفض طبعا، في توقيت تنشر فيه الصحافة اليمنية تقريرا صادرا عن الاستخبارات التركية يؤكد وجود مخطط ايراني لدعم حركة التمرد الحوثي للسيطرة على صنعاء واثارة القلاقل الامنية، واغتيال الشخصيات وغيرها، فعلى الرغم من اللقاء الايراني التركي الا ان الطرفين بينهما منافسة شديدة في العراق وسوريا وعلى اليمن ايضا.
الزيارات والاتصالات التي يقوم بها الامير سعود الفيصل، تؤكد ان في الافاق المقبلة ثمة حلا سياسيا، خاصة وان الائتلاف السوري المعارض اكد مؤخرا تسلمه اسلحة نوعية قد يكون لها دور مؤثر على موازين القوى الداخلية، يتزامن ذلك مع حالات طرد الدبلوماسيين السوريين المتتابعة، وعدم اعتراف المجتمع الدولي بانتخابات الرئاسة السورية، وقناعة طهران بأن الملف السوري استنزف قدراتها المالية والسياسية وان عدم حسمه قريبا سيكون له انعكاسات داخل ايران وبين القوميات غير الفارسية.