الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية والمحادثات التركيّة ـ الإيرانيّة

الأزمة السورية والمحادثات التركيّة ـ الإيرانيّة

09.11.2013
كلوفيس مقصود


السفير
الجمعة 8/11/2013
بالتزامن مع الحرب الأهليّة الدائرة في سوريا، تشكّل إشارات تقارب محتمل ما بين تركيا وإيران مرحلة جديدة قد تبدأ بنزع فتيل الأزمة، على أمل إيجاد حلّ لتلك المأساة السوريّة المستمرّة.
وقد عكست المحادثات التي دارت ما بين وزير الخارجيّة التركي ونظيره الإيراني يوم الجمعة الماضي انطلاقة جديّة بين هاتَين القوّتَين الإقليميّتَين بعيداً عن تضاربهما، بخاصة حول موضوع سوريا.
وكان الشلل قد أصاب عدداً كبيراً من الأطفال السوريّين في خلال الأسابيع القليلة الماضية، في حين تفاقمت المعاناة والآلام وازدادت الخسائر في الأرواح نتيجة تهجير الناس وترحيلهم من منطقة إلى أخرى.
وثمة آمال أن يؤدّي هذا التطوّر في العلاقات ما بين تركيا وإيران إلى التقليل من احتمال الانقسام الطائفي في المنطقة والإسراع في عمليّة حلّ النزاع في سوريا.
وقد صرّح وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف من أنقرة قائلاً "اتفقنا على العمل معاً ضدّ التطرّف الذي يشكّل تهديداً كبيراً". وفي خلال المؤتمر الصحافي نفسه، قال وزير الخارجيّة التركي أحمد داود أوغلو "بالجلوس هنا مع وزير الخارجيّة الإيراني يمكن التأكيد على أننا سنعمل معاً على مكافحة هذه السيناريوهات التي ترمي إلى إحداث صراع طائفي".
ويبدو أن هاتَين القوّتَين الإقليميّتَين البارزتين قد أدركتا الخطورة المحتملة لحرب أهليّة في سوريا، في حال لم يتمّ التوصّل إلى حلّ لها. وهذا الأمر يفسّر تأييد تركيا دعوة إيران إلى مؤتمر "جنيف -2". فإذا اجتمعت هاتان القوّتان معاً في مقاربة مشتركة، قد يؤدّي ذلك إلى تقارب من شأنه المساعدة على إزالة العديد من العقبات لوضع حدّ للحرب المأساويّة في سوريا.
ويوم الأحد في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عقدت جامعة الدول العربيّة اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجيّة تمّ في خلاله ضمان مشاركة الحكومة السوريّة والمعارضة على حدّ سواء في مؤتمر "جنيف -2" وبالتالي تمكين المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي من التوصّل إلى المصالحة التي استعصت طويلاً على الشعب السوري والمجتمع الدولي.
قد أُتّهَم بـ"التفكير الرغبوي". لكن من المؤمل أن يؤدّي عمل القوّتين العالميّتين (الولايات المتحدة وروسيا) مع القوّتين الإقليميّتين وجنباً إلى جنب مع جامعة الدول العربيّة، إلى إيجاد نهاية طال انتظارها لدورة العنف هذه.
وفي حين يساهم اجتماع وزيرَي الخارجيّة التركي والإيراني وتصريحاتهما في التخفيف من حدّة التوتر، إلا أن الأمر يعتمد على إرادة النظام السوري والمعارضة على حدّ سواء لإنجاح مؤتمر "جنيف -2". هذا النجاح الذي ينتظره ويأمل بإنجازه العرب وكذلك المجتمع الدولي بأسره. واليوم، يتعيّن على جامعة الدول العربيّة أن تتخلّص وبحزم من تردّدها، وأن تستأنف دورها القومي، ومسؤوليتها بهدف إيجاد حلّ لهذه الحرب الأهليّة التي تدور في إحدى الدول الأعضاء والمؤسِّسة للجامعة، عنيت سوريا. هذه هي مسؤوليّة الجامعة العربيّة القوميّة والسياسيّة، لا بل هذا هو واجبها الأخلاقي.
مترجم عن Al-Monitor لـ"السفير"
www.al-monitor.com