الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية وانعدام الحل السياسي

الأزمة السورية وانعدام الحل السياسي

24.10.2015
إبراهيم الشدوي



الشرق القطرية
الخميس 22/10/2015
في الأزمة السورية لا يلوح في الأفق حل سياسي وعندما خرج وزير خارجية السعودية عادل الجبير بتصريحه الناري عن خروج الأسد من المشهد السوري، أو أنه سوف يلاقي حربا ضروسا كان ذرا للرماد في العيون، فقد تم الرجوع إلى مفاوضات وبحث عن حل سياسي.
الانقسام الخليجي في شأن الأزمة السورية واضح وجلي، فالفريق الذي يؤيد خروج الأسد من المشهد السوري يضم السعودية وقطر وتركيا، وهم يعارضون بشدة التدخل الروسي في المنطقة وأن هذا التدخل سوف يؤجج المنطقة ويكون هنالك تصعيد خطير على المستوى الإقليمي.
أما الفريق الثاني الذي يؤيد التدخل الروسي وبقاء الأسد في المشهد السياسي في سوريا فهم الأردن ومصر والإمارات، وهم يؤيدون الغارات الجوية الروسية ضد من يطلق عليهم متطرفين وهنا أصبحت المعارضة السورية التي تدعمها أمريكا من ضمن المتطرفين المراد إزاحتهم من المشهد السوري.
وحيث تم التقاء العاهل الأردني والرئيس المصري السيسي في يوليو الماضي بالرئيس بوتين، هذا يعني أنهم على علم بالتدخل الروسي في سوريا، هذا إذا كان لم يشجعوا ويؤيدوا وأسهموا في هذا التدخل بإغراءات لبوتين لإنقاذ نظام الأسد.
ونلاحظ أن الضربات الجوية الروسية لم تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية كما يدعون، كما هي الحملة والتحالف عليها، إنما الضربات وجهت لجماعات المعارضة المسلحة السورية بما فيها الجيش الحر الذي تدعمه السعودية وقطر وتركيا حاليا.
علما بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في هذا الصراع على القوات الكردية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في كل من سوريا والعراق.
علما بأن الأشهر الستة الماضية شهدت زيادة في الاتصالات بين السعودية وروسيا واجتماعات ما زالت مستمرة إلى تسوية سياسية، إلا أن الحملة العسكرية الروسية قد أجهضت كل الحلول السياسية تقريبا.
لا توجد حلول سياسية تلوح في الأفق رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى على المدى القصير لزرع الاستقرار في سوريا وأن الأمل في حدوث هذا الاستقرار ضئيل جدا وعلى المدى الطويل ممكن أن تخرج صفقة جديدة يتنحى بها الأسد عن المشهد السياسي في سوريا وحلول شخص آخر لا يقل عنه جبروتا وقتلا للشعب السوري وغالبا ما يكون من الطائفة العلوية ويكون التشاور مع القيادات السنية والسياسية ورجال الأعمال السوريين والأقليات بضم شخصية سنية بارزة في الحكومة الانتقالية.
ولكن سوف تكون الصفقة ووقف إراقة الدماء وتخلي روسيا عن الأسد مقابل تخلي دول الخليج وتركيا عن جميع أشكال الدعم عن المجاهدين وهو من المرجح أن يتم هذا الاتفاق إذا تخلت روسيا عن الأسد، لأن السعودية لا يمكنها التوافق مع الروس إلا بإسقاط الأسد، رغم أن السيسي وحلفاءه أكثر انسجاما مع سياسة بوتين الذي يسعى لإحياء القتال المقدس ضد الحركات الإسلامية.
هنا أرى أن المشهد يتعقد بشأن القضية السورية مع عدم اعتماد كامل للغرب والولايات المتحدة في تسليح المعارضة المعتدلة خوفا من وقوع تلك الأسلحة في يد تنظيمات قريبة من القاعدة والدولة الإسلامية مثل تنظيم النصرة، مما يجعل البرنامج الأمريكي يقيد تدفق الأسلحة المتطورة للمعارضة حتى تتمكن روسيا من القضاء على كامل التنظيمات المتقاتلة في سوريا.