الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأزمة السورية في نفق جديد

الأزمة السورية في نفق جديد

31.12.2013
رأي البيان


البيان
30/12/2013 
دخلت الأزمة السورية نفقاً جديداً مع شروع النظام في حملة البراميل المتفجرة، والتي رأى البعض أنها تهدف إلى إعاقة عقد مؤتمر جنيف-2، ولكن الموضوع هنا يتجاوز السياسي ليصب في الإنساني، فبالإضافة إلى تهديد عملية جنيف-2، هناك أرواح أبرياء مدنيين تزهق، ومساكن تدمر، وأحياء تاريخية تضيع ملامحها.
آن لهذه الحرب المجنونة أن تتوقف، وآن للمجتمع الدولي أن يكف عن تردده ويفرض وقفاً لإطلاق النار أو حظراً جوياً، لأن الوضع في سوريا تحول في السنة الأخيرة إلى ميدان لصراع إقليمي لا علاقة للسوريين به، وصار مجالاً لتحسين الشروط التفاوضية لهذا الطرف أو ذاك.
حجم الكارثة السورية مخيف، والمخيف أكثر هو هذه اللامبالاة التي تُميّز الموقف الدولي، وقد أثبتت الوقائع أن هذه الحرب لا منتصر فيها، ولذلك لا بد من حل سياسي يقوم على منطق التسويات التي حدثت في أكثر من قضية إشكالية في العالم، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي لا يعنيه الموضوع السوري، والدليل على ذلك استسلام الدول الكبرى للعجز عن تجاوز المواقف المعطلة لدور مجلس الأمن.
قبل أيام طرح الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مبادرة من ثلاث نقاط لحل الأزمة السورية، وهي مبادرة مُكملة لمؤتمر جيف-2، أو هي خارطة طريق للمؤتمر من شأنها أن تقود السوريين إلى بر الأمان.. لأن المؤتمر حتى الآن بلا خارطة طريق ولا جدول أعمال، وهو ما يعني ضياع مزيد من الوقت وإزهاق المزيد من أرواح السوريين.
لكي ينجح "جنيف-2 " لا بد من خارطة طريق، وهذا لا يعني شروطاً مُسبقة، لأنه لوترك الطرفان، المعارضة والنظام، للجدل والشروط المسبقة لما تمخض هذا المؤتمر عن شيء سوى الخيبة وضياع الأمل بحل قريب.
الكارثة الإنسانية تتفاقم، والأمم المتحدة تُحذّر من تحول ثلثي الشعب السوري إلى لاجئين ونازحين بحلول منتصف العام المقبل، وهذا المصير ليس بعيداً عنا، إنه مجرد شهور ستة ستمضي وتأخذ معها أرواح آلاف أخرى من الأبرياء، الذين تعبوا من ويلات الحرب والجوع والحصار.. آن للمجتمع الدولي أن يتحرك وأن يُوقف هذه المأساة، وهو قادر على ذلك إن أراد.