الرئيسة \  مشاركات  \  الأسدُ يفشلُ مُجدَّدًا في التسويق لأكاذيبه

الأسدُ يفشلُ مُجدَّدًا في التسويق لأكاذيبه

13.04.2013
محمد عبد الرازق



المرَّةَ تلوى الأخرى يفشل الأسدُ في التسويق لأكاذيبه، و آخر ما كان من ذلك حينما أقدمت أجهزته الأمنية على فبركة قصة هاتين الجريمتين، اللتين أرادت أن تجعل منهما خبطة صحفية، يسوِّق لهما رأس النظام في آخر إطلالة تلفزيونية له مع قناة ( أولوصال )، وصحيفة ( أيدنليك التركيتين )، يوم الخميس: 4/ نيسان/ 2013م، حينما ظهرَ للردِّ على خبر مقتله، الذي شاع عنه مؤخرًا.
الأولى منهما: مقتل الشيخ البوطي، الذي جعل منه النظام فرصةً لتشويه مطالب السوريين المشروعة في التخلُّص من نظامه، و قد سعى الأسد حينها للترويج للرواية الآتية: ( كان مقتله بتفجير انتحاري، وقع داخل جامع الإيمان، أودى بحياته، و حياة أربعين من تلاميذه، و من بينهم حفيده أحمد توفيق البوطي، و قد نتج عن ذلك تمزُّق جسده إلى أشلاء كثيرة )، و هي الرواية التي رددها ابنه توفيق على قناة الإخبارية السورية، و أضاف أنّ الحفيد ( أحمد ) هو أول من انكبّ على جسد جده الممزَّق.
وأنَّه لم يكن هناك في المسجد أيُّ إطلاق للرصاص, وأنّ كلّ من قضى من الضحايا الأربعين, كان على إثر التّفجير.
(( رابط مقابلة توفيق البوطي على الإخبارية السورية ))
http://www.youtube.com/watch?v=CwxkE6yukAs&feature=youtu.be
في حين أنَّ المقطع الذي تمَّ تسريبه من إحدى النساء الحاضرات في السقيفة، حيث كانت تقوم بتوثيق الدرس من خلال الشاشة الموجودة هناك، يوضِّح حقيقة ما جرى، و براوية مختلفة تمامًا، و على النحو الآتي:
1ـ لقد كان التفجير خارج الجامع، و لم يصل منه إليه إلاَّ بعض آثاره، التي لم تحدث خرابًا يذكر في محتوياته.
2ـ لم يُصب الشيخ بأيّ أذى من جرَّائه، فبعد أن تدارك الموقف، عاد إلى مجلسه، و أعاد ترتيب عمامته على رأسه، و قد كان جسده سليمًا غير مصاب، لا بل غير متوفَّى، و هو ما أكّده هذا المقطع، فضلاً على ما ظهر منه حين إنزاله في القبر، حيث كان جسده ممدَدًا، و ليس مكوَّمًا. في حين أنّ صور التلفزيون السوري لم يظهر جثة الشيخ؛ حفاظًا على المشاعر لأنها كانت ممزَّقة.
3ـ لقد كان أول من وقف أمامه هو الرجل الذي وزّع الجيش الحر صورته؛ للقبض عليه. و هوفي الأربعين من عمره تقريبًا، فأين الحفيد ( أحمد ) الذي يروي ( توفيق ) أنّه أول من هبَّ لإنقاذ جدّه ممَّا وقع له، غير أنّه لم يفلح، و بعد ذلك قضى هو أيضًا في التفجير ذاته.فمَن ذا الذي نقل ما كان من الحفيد، إذا كان التفجير قد أتى على الموجودين في المجلس جميعهم، و في مقدمتهم هذا الحفيد؟.
4ـ بعدما عاد الشيخ إلى مجلسه، لم يُلحَظ عليه أيُّ أثر للإصابة، في حين أنّ الذي حدث أن الشخص الذي وقف قبالته، قد غطّى على كميرة التصوير، و بعدها لوحظ وقوع الشيخ، و الدم يسيل من فمه؛ الأمر الذي يقول عنه أهل الاختصاص بعلم الجرائم: إنّ هذا الذي ظهر على فم الشيخ من سيلان الدم، عادةً ما يكون بسبب طلق ناري على رأس الضحية.
5ـ لقد لوحظ وجود عدد من الرجال حوله عندها، و هم أحياء، إلى جانب هذا الشخص، فكيف تأتّى لهؤلاء أن يكونوا على قيد الحياة في حين أن رواية التلفزيون السوري أشارت إلى أنّ قرابة أربعين شخصًا كانوا في المجلس قد قضوا جميعُهم من جرَّاء التفجير؟.
6ـ كان ممَّا رواه توفيق أنّ الظلام قد عمَّ المكان على إثر التفجير، و قد اهتدى الذين هرعوا إلى المكان من خلال نور وجه الشيخ، في حين أن المصابيح الكهربائية ما تزال مُنارة بحسب المقطع المُسرَّب.
7ـ أخيرًا، لقد ذكر لي أحد أقارب من قضى في هذه الحادثة، أنّ أحد أبناء عمومته الملازمين لدرس الشيخ قد أُخذت جثته إلى إحدى المشافي القريبة، و قد طلب منهم الأمن مقابل تسليمهم الجثة كي تدفن؛ ألاَّ يزيد عددٌ المشيِّعين له عن خمسة عشر شخصًا، و ألاَّ يقوموا بفتح الكيس الموضوعة فيه. و قد كان عدد رجال الأمن في المقبرة ملفتًا للنظر؛ خشية ألاَّ يلتزموا بما قطعوه لهم.
(( رابط الفيديو المُسرَّب الذي يظهر حقيقة ما جرى للشيخ البوطي ))
http://www.youtube.com/watch?v=6xkRGOLmT8Y
ثانيتهما: مقتل الشيخ حسن سيف الدين حمو الماردلي،إمام جامع الحسن، في حي الشيخ مقصود في حلب، عقب سيطرة الجيش الحر عليه، و معروف عنه أنه، و تلاميذه يقومون بأعمال التشبيح في الحي المذكور، و قد نعاه رئيس النظام، و كذا مختلف وسائل الإعلام الرسمية حينها.
فبحسب ما ذكرت وكالة أنباء النظام ( سانا ) فإنَّمقاتلي المعارضة قد قاموا بنحره بساطور، و علقوا رأسه على مأذنة الجامع.
في حين ظهر الشيخ حسن سيف الدين إلى جانب قائد ميداني في لواء تحرير سورية، مكذبًا الأنباء التي تحدث بها نظام الأسد حول مقتله، و مشيرًا إلى أنه تلقى معاملة خاصة من مقاتلي الجيش الحر، و داعيًا أتباعه إلى الكف عن التشبيح؛لأنّه ( حرام )، على حدِّ قوله.
هذا، و كانت هيئة علماء حلب قد أصدرت بيانًا استنكاريًّا حول ( الجريمة المروِّعة ) على حد تعبيرهم.
و قدأكَّد القائد الميداني على أن الشيخ حسن سيُحال إلى القضاء الموحد؛لينال جزاءه العادل.
(( رابط الفيديو الذي يظهر فيه الشيخ حسن سيف الدين، و هوعلى قيد الحياة ))
http://www.aksalser.com/?page=view_a...5&ar=888284846