الرئيسة \  مشاركات  \  الأسد إسرائيلي في دمشق!!

الأسد إسرائيلي في دمشق!!

18.05.2013
حذيفة العاصي


عندما صرخ " نصر الله " محذراً أن الأسد إذا سقط فإن القدس ستسقط بسقوطه ، لم يدرك كثير مغزى كلامه ولم يتضح لهم ما يرمي إليه ، وفاتهم أن يسألوا كيف جمع نصر الله بين سقوط الأسد وسقوط القدس ، والقدس ساقطة منذ أكثر من ستين عاماً بيد الاحتلال اليهودي !!
وعندما هدد نصر الله بأن يفتح جبهة الجولان مع اليهود إذا وصلته أسلحة الأسد النوعية ، بعد الغارات الإسرائيلي على دمشق ، ومرور طائراتهم من أمام مرمى صواريخه دون أن يطلق طلقة واحدة ؛ نسي هؤلاء أن يسألوا كذلك ما حاجة " نصر الله " إلى السلاح النوعي وهو الذي ما فتيي يهدد منذ سنوات طويلة يهود بأسلحته في حال شنوا هجوماً على محور مقاومتهم ، ويغرق تل أبيب بصواريخه في البحر ، فأين تلك الأسلحة التي هدد بها سابقاً ، وما حاجته اليوم ليطلبها من الأسد ، وهو يزعم أنها بحوزته !!
ولم تمضِ أيام حتى فسر تحذير " نصر الله " من خلال تصريحي إسرائيلي هو الأوضح والأخطر والأصرح على لسان رئيس الموساد الأسبق " إفريم هاليفي" الذي أكد أن بشار الأسد رجل تل أبيب في دمشق ، واضعين باعتبارنا أنه منذ بدأت الثورة السورية ، فإن بشار ووالده تمكنا من الحفاظ على الهدوء في جبهة الجولان طيلة أربعين سنة ، منذ وقعت اتفاقية فك الاشتباك بين الطرفين عام 1974 م ، ومن أجل هذه الأسباب فإن إسرائيل لها ثقة في الرئيس الأسد أكثر من أي خلاف متوقع .
وقد جاءت تصريحات هاليفي بعد الهجمات الإسرائيلية على مواقع داخل دمشق ، في تقرير حمل عنوان " رجل إسرائيل في دمشق " نشرته مجلة " فورين افيرز " الأمريكية ، مضيفاً أن هدف الضربات كان مقصده منع وصول السلاح لـ " نصر الله " ، ولهذا فإن إسرائيل اتصلت مع الأسد عبر قنوات سرية وأخرى علنية أبلغته من خلالها إن إسرائيل مصممة على البقاء على الحياد ، وأن الرسائل وجدت آذاناً صاغية من دمشق ، ولذلك اكتفت باستنكار الغارات على لسان مسؤول متوسط المستوى في الخارجية السورية .
ولهذا فإن " نصر الله " كان محقاً تماماً بتحذيره ، ومدركاً لما يقول ، ومكذباً كذلك لمزاعم " هاليفي " بتخوفهم منه ، فهو يقول بالحرف الواحد وحسب توضيح " هاليفي " أن الأسد الإسرائيلي في دمشق إذا سقط فإن سوريا ليست الوحيدة التي ستذهب من يد إسرائيل ، وإنما سيتلوها سقوط رجلهم بلبنان ، وبالتالي ستسقط القدس بعدها بيد المحتلون من المسلمين .
وهذا هو تفسير صرخة " نصر الله " التي أماط اللثام عنها " هاليفي " ، وهو سبب استماتة إسرائيل في إبقاء الأسد حاكماً لدمشق ، وسماحها لنصر الله بالصراخ والعويل بنفس المقدار الذي تظهر فيه تخوفها من " نصر الله " حتى يختفي في تلك الضجة المفتعلة العدو الحقيقي لكلا الطرفين ، وتضيع ما وراء الأكمة من تفاصيل .