الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد.. تناقضات وتفكير خارج الزمن

الأسد.. تناقضات وتفكير خارج الزمن

07.04.2013
الوطن السعودية

الاحد 7/4/2013
الوطن السعودية
جاءت تصريحات الرئيس السوري غير المعترف به عربيا بشار الأسد لقناة تركية مساء أول من أمس لتؤكد أنه يصر على العيش والتفكير خارج الزمن، وظهر غير مدرك لما يجري حوله من تحولات ستطيح به عاجلا أم آجلا أو أنه يدرك ولا يريد الاعتراف حرصا على البقية القليلة ممن يؤيدونه لأسباب لم تعد خافية على أحد.
لا يمكن إنكار أن سورية دولة مؤثرة، لكنها في السنوات الأخيرة لم تعد كذلك بعد أن جعلها الأسد تابعة لإيران وتأتمر بأوامرها، لذلك فإن تحذيره من أن سقوطه أو تفكك سورية سيطلق "موجة من عدم الاستقرار تهز الشرق الأوسط لسنوات مقبلة" حسب تعبيره، ليس أكثر من مجرد تمسك ببصيص أمل في أن تنفك العقدة ويبقى في الحكم فترة حفظا لماء الوجه، لكن هذا الأمر بات مستحيلا بعد أن وصل عدد ضحاياه إلى حوالي مئة ألف وفق الإحصاءات الرسمية، وربما تكشف الأيام لاحقا أضعاف هذا العدد بكثير.
وحين يستمر الأسد في الحديث عن مؤامرة عليه معلنا أن "الموضوع برمته صراع خارجي على سورية مرتبط بالخارطة الإقليمية" فهو يتجاهل الملايين من شعبه الراغبين بالتغيير كما أكدت ذلك مظاهراتهم التي كانت تملأ أرجاء الدولة قبل أن يقمعها بأقوى الأسلحة المدمرة.
ولا يبعد عن ذلك تجاهله للشعب الثائر عليه عندما يقول "نحن محاطون بدول تساعد الإرهابيين، وتسمح لهم بدخول سورية".. ولا يوجد مجال للشك في أن الأسد يعرف تماما أن المواطنين السوريين ليسوا إرهابيين إلا إذا ترسخت لديه القناعة بأن كل من هو ضده إرهابي، وهنا تكمن المصيبة في وصول شخصية الطاغية إلى هذا الحد من التجبر وسيطرة "الأنا" عليه لدرجة لم يعد فيها شخص جيد بقناعته إلا من يؤيده، وما عدا ذلك فهم إما متآمرون أو إرهابيون.
الأغرب من كل ما سبق أن الأسد اعتبر جامعة الدول العربية غير شرعية في حالة تناقض مع تباكيه عبر وسائل إعلامه على قرار تجميد عضوية سورية فيها، ثم على منح الائتلاف الوطني السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية.
كثيرة كانت تناقضات الأسد في حواره، وهو باختصار يثبت عبره أنه انتهى لأنه لم يفهم المتغيرات بعد.