الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد خارج التاريخ.. والسوريون يكتبون تاريخهم

الأسد خارج التاريخ.. والسوريون يكتبون تاريخهم

09.04.2014
اليوم السعودية


الثلاثاء 8/4/2014
ثلاث سنوات من القتل والدمار والتطهير العرقي والطائفي في سوريا غيرت الكثير مما كان يعتقد بأنه مسلمات في سوريا.
لكن كل أنهار الدم التي تفيض في أرض الشام الطاهرة، وكل الملايين من السوريين الذين يتشردون في منافي الأرض، لم تغير الثقافة المتحجرة في قمة الهرم في نظام الأسد، فقد خرج علينا رأس النظام يوم أمس وهو يتحدث عن "الحزب" وأدبياته وصموده. وهذا يدل على أن النظام ورئيسه وحتى الحزب، يعيشون خارج حركة التاريخ وبلا وعي، لأن السوريين، ببساطة، قد تجاوزوا الحزب والولاءات الحزبية وكل الأدبيات التي مارست اضطهاداً فكرياً للسوريين طوال أربعة عقود مظلمة من تاريخ سوريا.
وكان يجب على رأس النظام أن يعرف أن السوريين قد ثاروا على الحزب ودفعوا أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل التخلص من هذا الحزب المخاتل المتحجر وتدليساته وتضليلاته، إذ كانت أيديولوجية الحزب تمارس تخديراً للسوريين لنهب وطنهم في ظلمات الليل وإلغاء هويتهم لتكون سوريا مستعمرة إيرانية في وضح النهار. وثار السوريون لأنهم لم يعودوا يطيقون فكرة أن الحزب ورئيسه وأعضاءه يعملون وكلاء لطهران وموظفين لدى أحلامها الإمبراطورية ويرهنون سوريا لدى السيد الإيراني.
وكل شعارات المقاومة والقومية، التي دوخت رؤوس السوريين والعرب، لم تكن إلا تضليلاً لتجذير الاستعمار الأجنبي الإيراني في الارض السورية.
والدليل ان النظام وكيل لطهران وممثل لها في سوريا، وأن طهران التي تدعي الإسلام تضحي حالياً بالغالي والنفيس وتحشد رجالها ووكلاءها وجنودها من لبنان والعراق ومن كل مكان، للدفاع عن نظام يدعي أنه علماني، مما يؤكد أن النظام في حقيقته ديني طائفي باطني يخفي نواياه خلف الشعارات المخادعة لتمكين الإيرانيين من سوريا واستعمارها وجعلها خنجراً في ظهر العرب وصدورها ومركزا لزرع الفتن في الوطن العربي.
ومهما قال رأس النظام ومهما قال حليفه وعونه حسن نصرالله أمين حزب الله، فإن السوريين قد تجاوزوا الاثنين وبدأوا يكتبون تاريخاً لتحرير الإرادة السورية من الاحتلال الإيراني وأدواته وآلاته.
 ومهما كانت النتائج فإن سوريا لن تعود إلى أغلالها، وودعت ايام الخديعة والمكر والذل والاستعمار إلى الأبد.