الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد خارج السلطة طال الزمن أو قَصُر

الأسد خارج السلطة طال الزمن أو قَصُر

03.05.2013
سركيس نعوم

النهار
الجمعة 3/5/2013
عن سؤال: ماذا عن الحرب السنّية - الشيعية في المنطقة؟ أجاب المسؤول الاميركي الرفيع السابق الآخر الذي كان له نشاط بارز في أكثر من قضية شرق أوسطية ولا يزال رغم سنّه المتقدمة، قال: "لم نعتقد انها ستحصل". علّقتُ: إنها تحصل ومن زمان. وأنا لا أتشاءم هنا. لكنني ابن المنطقة وأسمع ما يقوله كل الأطراف علانية وخلف الكواليس، ردّ: "الموضوع خطير. أهم شيء إذا أخذ الصراع في سوريا منحى سنّياً - شيعياً أن يُحل بالحوار وسلمياً، ولكن على ان يؤدي الى تنحي الرئيس بشار الأسد.
من سيفرض عليه ذلك؟ سألتُ. وأضفت: ان "قصة" سوريا طويلة. حتى لو تنحّى الأسد (من دون حل) او قُتِل فان الطائفة التي ينتمي اليها ستكمل الحرب حرصاً على ابنائها. علّق: إنه وضع مأسوي. على أي حال قبل ثلاثة اسابيع استقبلني الرئيس أوباما بصفتي الرسمية السابقة وسألني عن الجديد ثم عن الأولويات في المشكلات التي تواجه اميركا وعن المشكلة الأكثر حاجة الى المعالجة فأجبت: عملية السلام في الشرق الأوسط، اي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ثم العربي – الإسرائيلي، وإيران".
ماذا في جعبة موظف اميركي رفيع سابق ثالث شغل أكثر من موقع في إدارات سابقة وكان له نشاط بارز في محاولة حلّ الصراع الفلسطيني العربي – الإسرائيلي؟
بدأ اللقاء بسؤال عن لبنان وجّهه إليّ: فأجبت: لبنان في رأيي على شفير حرب أهلية سنّية – شيعية. لكن التوافق بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين المتعادين على تكليف النائب تمام سلام تأليف حكومة جديدة قد يكون أرجأ، ولكن ليس الى وقت طويل، نشوب هذه الحرب. إلا إذا حصل طبعاً حادث مفاجىء مثل اغتيال شخصية كبيرة أو عملية إرهابية كبيرة، التكليف المذكور يُكسب اللبنانيين وقتاً. وأنا اعتقد ان "حزب الله" زعيم فريق 8 آذار وحلفائه أظهر ليونة بموافقته على تكليف سياسي من فريق 14 آذار تأليف الحكومة. وكان قصده إظهار انه لا يدفع في اتجاه تفاقم الاوضاع في لبنان وتطورها الى حرب أهلية. علماً انه تجنّبها مرات عدة رغم محاولات استدراجه. لكن علماً ايضاً ان رفضه اياها لم يُعْنِ يوماً تخلّيه عن تحالفاته الاقليمية ومشروعه الايديولوجي والاقليمي. ويعني ذلك انه قد "يدخل" حرباً من النوع المشار اليه إذا قضى مشروعه بذلك ولكن بتوقيته وحلفائه. وطبعاً لم تعن "ليونته التكليفية" انه سيسهّل التأليف. وعلماً رابعاً وأخيراً ان "حزب الله" فكّر بسلام رئيساً لحكومة تخلف حكومة ميقاتي قبل أشهر. وأظهر ذلك بحث قادة منه مع سلام في منزله في الموضوع الحكومي. ولا أقصد بكلامي  أي إساءة لسلام الذي، وإن "انبسط" لفكرة دخوله نادي رؤساء الحكومات، لم يظهر استعداداً لتقديم تنازلات جوهرية.
بعد ذلك سأل الموظف الاميركي الرفيع السابق الثالث نفسه عن الجيش، فأجبت: الجيش يعكس الصورة الحقيقية للشعب اللبناني، الذي اسمّيه أنا شعوباً في كتاباتي، بكل انقساماته العميقة والمعروفة. أعتقد وأتمنى ان اكون مخطئاً انه يعاني الشلل العملي رغم كفاءة قادته وضباطه وعناصره. إذ لا يمكن استخدامه وخصوصاً في هذه المرحلة ضد أي فريق وإن مخالف للقانون.
علّق: "يعني ذلك ان الجيش يبقى على الحياد". ردّدتُ: نعم. إلا اذا حصلت مفاجآت. ماذا عن سوريا وأوضاعها الملتهبة؟ سألتُ. أجاب: "ان الرئيس بشار الأسد سينتهي. أخطأت اميركا بعدم تحركها لمساعدة الثائرين عليه. هناك أنواع معينة من الأسلحة كان يمكن تقديمها أو السماح بتقديمها لهم. عدم إقامة منطقة حظر جوي لحماية المواطنين السوريين العاديين المدنيين كان خطأ أيضاً، لكنه حصل. لكن ما يحصل حالياً هو ان اميركا تجد نفسها يوماً بعد يوم أو شهراً بعد شهر متورطة تدريجاً في الصراع السوري. في اميركا مدرستا تفكير. واحدة مثالية تدعو الى المساعدة في القضايا الإنسانية مثل اللاجئين وغيرها، وأخرى واقعية تدعو الى التدخّل عسكرياً مباشرة أو على نحو غير مباشر للمحافظة على المصالح والحلفاء. سوريا لا تُعتبر حليفاً، حسناً. لكن الأسد سيصبح خارج السلطة طال الزمن أو قَصُر. وإذا بقيت اميركا على ترددها فإنها تترك الفرصة للإرهابيين الإسلاميين المتشددين ومنهم "جبهة النصرة" لاجتذاب الناس. وذلك يؤدي الى قيام "دولة فاشلة" (failed state) في سوريا وربما الى اكثر من دولة كهذه في المنطقة، الاردن وربما العراق، فهل ستحمي دول كهذه مصالح اميركا"؟
ماذا عن روسيا ودورها في سوريا؟ سألت. بماذا أجاب؟