الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد.. ساعة الحساب اقتربت

الأسد.. ساعة الحساب اقتربت

15.09.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 14 /9/2013
لاتزال عملية تسليم نظام بشار الاسد الاسلحة الكيماوية بوضعها تحت اشراف دولي لتدميرها تستحوذ على الاهتمام العالمي، نظرا لما اعتاده العالم من اساليب التسويف والمماطلة التي يتبعها الاسد منذ بداية الثورة السورية، سواء مع الثوار او مع دول العالم الحر التي وقفت موقفا شجاعا من اختراق الاسد للقوانين والمواثيق الدولية.
ولعل اهم ما يخشاه العالم اليوم بعد ما سمي بالمبادرة الروسية التي يراد لها ان تخلص الاسد من الضربة القاضية من قبل الولايات المتحدة الامريكية، هو ما اشار اليه الائتلاف السوري الذي حذر من ان يكون انضمام النظام الاسدي إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية تضليلاً للمجتمع الدولي لكسب المزيد من الوقت بانتظار متغيرات تطرأ على المواقف الدولية. ومن الواضح ان الاسد مستمر في ارتكاب جرائمه ضد الشعب السوري، حيث كشفت تقارير جديدة للامم المتحدة عن اعدامات جماعية تعتبر بحق جرائم حرب جديدة يرتكبها الاسد، اضافة الى لجوء الجيش الاسدي الى استخدام المستشفيات كسلاح حرب بحرمان المصابين من الحصول على العلاجات المناسبة، وهي كلها مؤشرات تعزز من شكوك المجتمع الدولي حيال مصداقية والتزام الاسد بتعهداته ازاء كشف الحقائق كاملة عن سلاحه الكيماوي ناهيك عن تدميره.
لقد اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس ان خلاصة تقرير خبراء الامم المتحدة تؤكد "بشكل صارخ ان السلاح الكيميائي استخدم في سوريا" لكن المخاوف تظل قائمة من الاعيب نظام الاسد ومراوغته واستغلاله للتأييد الروسي له ولنظامه وحصوله على الحماية التي مكنته من خداع العالم عشرات المرات، رغم ارتكابه العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وهو امر ينبغي ان يدعو العالم كله لينحو منحى جديدا في الازمة، بالتركيز على معاقبة الاسد ونظامه وإحالة كل مجرمي هذا النظام الى المحكمة الدولية. ان تقرير خبراء الامم المتحدة الذين اجروا تحقيقا ميدانيا حول الهجوم الكيميائي في 21 اغسطس قرب دمشق، ورغم ان التفويض الممنوح للخبراء لا يشمل تحديد الجهة المسؤولة عن استخدام السلاح الكيميائي، الا ان جميع الدلائل تشير الى ان نظام الاسد هو من قام بهذه الضربة الشنعاء، وهو الان يحاول ان يمارس الخداع مجددا بقبوله للمبادرة الروسية واعلانه الانضمام الى معاهدة حظر السلاح الكيماوي، لكن ساعة الحساب اقتربت ولم يعد بامكان العالم السماح لهذا النظام الدموي بالافلات من العقاب مرة اخرى.