الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد عقبة أمام جنيف "2"!

الأسد عقبة أمام جنيف "2"!

27.10.2013
سلامة العكور


الرأي الاردنية
السبت 26/10/2013
شددت مجموعة أصدقاء سوريا في بيانها الختامي لاجتماعها في لندن يوم الثلاثاء الماضي على توافق أل «11»دولة الغربية والعربية وممثلي المعارضة السورية على إقصاء بشار الأسد عن الحكومة المقبلة.. وقد انعقد هذا الاجتماع بتزامن مع اجراءات التحضير لاجتماع جديد في جنيف.. وقال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ في مؤتمر صحفي أن المجتمعين توافقوا على أن لا يكون للأسد أي دور في الحكومة السورية المقبلة.. مضيفا أنه لن يكون حل سياسي وسلمي للازمة السورية من دون مشاركة المعارضة « المعتدلة «.. بالمقابل أكد الرئيس الاسد أن ترشيحه للرئاسة أو عدمه يقرره الشعب السوري وليس أي جهة أخرى.. أي أنه ليس مستعدا للتخلي عن دوره أو منصبه من تلقاء نفسه..
ويرى المراقبون أن بشار الاسد الآن في موقع قوة ومدفوعا بدعم من حلفائه وتخوف الغرب من المتطرفين الارهابيين الذين يقاتلون ضد نظام الاسد.. أي أن واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي تخشى من تعاظم قوة ودور الارهابيين.. وتخشى من احتمال انتشارهم في المنطقة وبخاصة في دول الجوار السوري وبالأخص في اسرائيل..
اللافت أن إقصاء بشار الاسد عن الحكومة المقبلة أصبح يمثل معضلة يصعب تجاوزها أو القفز عنها.. أو هو عقبة كؤود أمام انعقاد جنيف2.. بل وكأن مصير الاسد هو القضية.. لا سيما وان جميع أطراف المعارضة متوافقة حول ضرورة إبعاده عن أي حكومة يتم تشكيلها بموجب أي حل سياسي قد يتمخض عن مؤتمر جنيف2.. وقد شددت أطراف المعارضة أو معظمها لدى لقاءاتها مع المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي على هذا الشرط لكي تشارك في جنيف2.. وإذا ما رفض بشار ورفاقه في الحكم هذا الشرط، فإن مصير مؤتمر جنيف2 سيكون في مهب الريح.. وهذا يعني استمرار هذه الحرب المجنونة واستمرار سفك دماء أبناء الشعب السوري وأطفاله وحرائره.. ومن خلال هذا السجال المؤسف فإن القضية السورية برمتها تختزل بإقصاء الاسد أو عدم إقصائه.. القضية السورية قضية مصير وطن وشعب ودولة في الحاضر وفي المستقبل.. هي قضية شعب معرض لمزيد من الإبادة والتشرد.. هي قضية الحفاظ على مدنه وأريافه من مزيد من الدمار.. والحفاظ على منشآته المدنية والاقتصادية.. هي قضية شعب يتطلع إلى إعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى ربوع وطنه.. ويتطلع الى إعادة بناء ما دمرته الحرب تنفيذا لأجندة خارجية استهدفت إضعاف سوريا بل وتدميرها وإضعاف وتفكيك جيشها وتدمير اقتصادها الوطني..
المهم أن يلتقي السوريون في الحكم وفي المعارضة في جنيف2 ويكون هدفهم جميعا إنقاذ سوريا من مأزقها المهلك.. وانقاذ الشعب السوري من المزيد من الويلات والكوارث المأساوية.. المهم لم شمل الشعب السوري والحفاظ على وحدته ووحدة أراضيه.. وإعادة اللاجئين الذين شردتهم الحرب إلى ديارهم ومنازلهم وممتلكاتهم.. هذا هو الذي يجب أن يتصدر أجندة جنيف2.. فسوريا الوطن باقية.. وشعبها باق.. وبشار الاسد ونظام حكمه إلى أفول عاجلا أو آجلا..