الأسد على وشك الانهيار , فما هي نهاية اللعبة في سوريا؟

مجلة ذا ناشيونال 20\6\2015
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
ضربت حرارة الصيف سوريا, ولكن في هذا العام هناك ما هو أكثر إزعاجا من درجة الحرارة. المدنيون السوريون, وغالبيتهم ليس لهم ناقة أو بعير في القتال بين النظام الذين لم ينتخبوه والجهاديين الذين لم يدعوهم أبدا لمساعدتهم, يصارعون من أجل البقاء. يخبرهم الناس بأن الحرب انتهت, ولكنهم لا يصدقون ذلك.
نظام بشار الأسد, كما يقول خصومه,على وشك الانهيار. هناك أدلة تدعم هذه المزاعم. الجيش السوري والميليشيات الموالية له فقدت السيطرة على مناطق حيوية في المناطق المأهولة في الغرب في جسر الشغور وإدلب, وتعرضوا لهزيمة في أول مواجهة مباشرة مع داعش في تدمر. المتمردون الذين تدعمهم أمريكا في الجنوب سيطروا على قاعدة جوية وعلى الحدود مع الأردن. تقدر الإصابات في صفوف الجيش السوري تقدر بحوالي 100000 إصابة, وهناك تقارير تفيد بأن الأسد أصبح يفتقر إلى الرجال اللازمين للقتال.
كان العامل الحاسم في أرض المعركة في مايو ويونيو هو تصاعد الدعم من قبل السعودية وتركيا وقطر للمقاتلين في شمال وشرق البلاد, إضافة إلى زيادة الدعم الأمريكي للمقاتلين المعتدلين المزعومين في القواعد الموجودة في الأردن. الاستخدام الفعال للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات أدى إلى توزان قوة المتمردين مع مدرعات الأسد, وزيادة عدد الشاحنات التي يقودها انتحاريون أدى إلى تدمير الدفاعات الخارجية لمواقع الجيش السوري.
صرح مصدر استخباري أمريكي لصحيفة الواشنطن بوست بأن: " النظام يتعرض للهزيمة على امتداد جبهات القتال مما يقرب القتال أكثر إلى عتبة الأسد .. وقد بدأ الكثير من الأشخاص الحديث صراحة حول نهاية الأمر بالنسبة للأسد وسوريا".
بالطبع, الأشخاص نفسهم توقعوا نهاية الأسد منذ بداية القتال عام 2011. ولكن هل الأمر حقيقي هذه المرة؟ ردا على زيادة التنسيق والمساعدات من القوى الخارجية لداعش وجبهة النصرة وجيش الفتح الجديد, قامت قوى خارجية أخرى بدعم الأسد لزيادة المدى الزمني للصراع.
إيران, وفقا لتقديرات مبعوث الأمم المتحدة في دمشق ستافان دي مستورا, أنفقت حوالي 35 مليار دولار للحفاظ على التوازن العسكري في سوريا. في إبريل, فقدت إيران الضابط في الحرس الثوري الجمهوري اللواء هادي كاجباف في القتال الدائر جنوب دمشق. توقع قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأن " العالم سوف يتفاجئ فيما نعد له نحن وقيادة الجيش السوري في الأيام القادمة".
منذ تصريحه هذا, استولى حزب الله عميل إيران على مناطق مرتفعة في القلمون قرب الحدود السورية اللبنانية. كما شحنت إيران آلافا من قواتها المقاتلة إضافة إلى مقاتلين شيعة من العراق وأفغانستان. إذا كانت سوريا تمثل أرضا للجهاد بالنسبة للمقاتلين السنة الذين يقتلون غير السنة على المبدأ؛ فإنها أصبحت حربا مقدسة أيضا بالنسبة للكثير من الشيعة.
ولتعقيد الأمور بالنسبة لداعش, فقد وجدت قوات الواي بي جي الكردية طريقها إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش قرب عاصمتها المعلنة في الرقة وسيطرت على مدينة تل أبيض قرب الحدود التركية. يتبع حزب الواي بي جي إلى حزب العمال الكردستاني بي كي كي في تركيا, مما يجعل الأمر مرفوضا بالنسبة للرئيس رجب طيب أردوغان.
أدان أردوغان تعاون الولايات المتحدة مع الواي بي جي, على الرغم من حقيقة أن الحلفاء الوحيدين الذين يمكن الاعتماد عليهم بالنسبة للولايات المتحدة في مواجهة داعش على طول الحدود السورية العراقية هم الأكراد. قدرة السيد أردوغان على تطبيق سياساته العدائية وغير الشعبية في سوريا, خصوصا فيما يتعلق بدعمه للجهاديين الذين قطعوا رؤوس الرهائن الغربيين وطردوا أو اختطفوا الأقليات الدينية, ربما تفقد الدعم في البرلمان التركي نتيجة للمكاسب الكردية في الانتخابات التركية الأخيرة. إذا أغلقت الحكومة التركية الجديدة حدودها في وجه الجهاديين وإمدادات السلاح التي تصلهم, فإن داعش سوف تضعف جدا.
كما أن الروس مستمرون في إرسال إمداداتهم من السلاح للأسد, كما تفاخر في مقابلة مع صحيفة روسية الشهر الماضي. ديمتري بيسكوف, المتحدث باسم الحكومة الروسية, قال: "في الحقيقة, موسكو كانت تشير دائما إلى أنه ليس هناك حظر على التعاون العسكري. ليس هناك أي محددات قانونية مفروضة علينا". بالنظر إلى استثماراتها طويلة الأمد,فإنه من غير المحتمل أن تتخلى روسيا وإيران عن الأسد بسبب خسارة عدد قليل من المعارك. مع زيادة دعمهم للنظام, فإن الجهات الداعمة للجهاديين سوف تقوم بذلك أيضا.
قبل عام من الآن, كانت كفة الحرب تميل لصالح الأسد. فقد سيطر على مدينة حمص "مهد الثورة" في 9 مايو. حيث ترك المتمردون المدينة تحت حماية الأمم المتحدة, وفاوضت قوات الأسد على وقف محلي لإطلاق النار لإخماد القتال في مناطق أخرى من البلاد. في يونيو, استعاد جيشه جبل الأرمن حول كسب كان جهاديون من تركيا سيطروا عليه في مارس. ولكن العجلة عادت مرة أخرى تدريجيا. زادت قوة داعش وتقدمت بسرعة البرق في العراق. الولايات المتحدة, التي تحاول مواجهة داعش في سوريا, كان عليها أن تدافع عن نظام بغداد الذي صنعته. في هذه الأثناء, تسعى الولايات المتحدة إلى وضع استراتيجية لهزيمة داعش والجيش الوحيد, عداك عن الكرد, الذي وقف في وجه قوات الجهاديين.
من المثير للاهتمام التساؤل حول رفض الولايات المتحدة التعاون بشكل علني مع إيران وسوريا لهزيمة داعش. كتبت في يوليو 2003 في لندن ريفيو :" يمكن لإسرائيل أن تشكل بيئتها الاستراتيجية, بالتعاون مع تركيا والأردن, وذلك من خلال إضعاف واحتواء وحتى ضرب سوريا", نصحت مجموعة دراسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيما يتعلق باستراتيجية جديدة لإسرائيل عندما استلم منصبه عام , 1996, جاء فيها بأن عليه أن يركز على "إزاحة صدام حسين من السلطة في العراق – وهو هدف استراتيجي إسرائيلي في حد ذاته- كوسيلة لإحباط طموحات سوريا الإقليمية".
هل غزت الولايات المتحدة العراق وهي تضع هذا الهدف نصب عينيها؟ بعد انتخاب جورج بوش عام 2000, نشرت مجموعة دراسة رئاسية ورقة بعنوان: أمريكا والشرق الأوسط في القرن الجديد.
جاء فيها :" الهدفان الرئيسان" اللذان نصحت بهما المجموعة الرئيس القادم هما سوريا والعراق.. الحفاظ على تحالف قوي مع إسرائيل لم يمنع أي دولة على حدود إسرائيل, عدا سوريا, من قبول أمريكا كمصدر أساسي للمساعدات والمواد العسكرية".
هل تغيرت هذه السياسة؟ هل لا زال الهدف متمثل في إقامة نظام في دمشق يقبل بأمريكا كمصدر للمساعدات والمواد العسكرية؟ هل يستحق هذا الهدف حصد حياة أكثر من 220000 سوري وإنشاء خلافة رجعية سوف تتسبب في هروب المزيد من السوريين عبر البحر ومن خلال تركيا للعيش في حالة من الحرمان والعوز في العالم الغربي الذي يتدخل في حياتهم دون النظر إلى ما يريدونه فعلا؟

With Assad on the ropes in Syria, what’s the endgame?
Charles Glass
June 20, 2015 Updated: June 20, 2015 09:23 AM
The summer heat has hit Syria, but this year there is more to complain about than the weather. Syria’s civilians, the vast majority of whom have no dog in the fight between a regime they didn’t vote for and jihadists they never invited to help them, are struggling to survive. People are telling them that the war is ending, but they don’t believe it.
The regime of Bashar Al Assad, its opponents say, is on the ropes. There is evidence to support that contention. The Syrian army and its allied militias have lost control of vital areas in the populous west, Jisr Al Shughour and Idlib, and suffered defeat in their first direct infantry confrontation with ISIL in Palmyra. American-supported rebels in the south seized a disused airbase and took control of the border with Jordan. Estimates of casualties in the Syrian armed forces run as high as 100,000, and there are reports that Mr Al Assad is running out of men to fight for him.
The determining factor on the battlefield in May and June has been the escalation of support by Saudi Arabia, Turkey and Qatar for fighters in the north and east of the country, combined with increased American support for the ostensible moderates from bases in Jordan. The effective use of modern anti-tank weapons evened the rebels’ odds against Mr Al Assad’s armoured corps, and a surge in suicide bomb trucks is destroying the outer defences of Syrian Army position
An American intelligence source told the Washington Post: “Regime losses across the front lines are edging the conflict closer to [Mr Al Assad’s] doorstep … [and] many people are starting to openly talk about an endgame for Assad and Syria.”
Of course, the same people have been predicting an endgame for Mr Al Assad since the fighting began in 2011. But is it true this time? In response to the increased, and increasingly coordinated, aid from external powers to ISIL, Jabhat Al Nusra and the new Army of Conquest, other outside powers who have supported Mr Al Assad all along are upping their game.
Iran, according to the UN representative in Damascus, Stefan De Mistura, has committed about $35 billion (Dh128.5 billion) to maintaining the military balance in Syria. In April, it lost a senior Revolutionary Guards officer, Maj Gen Hadi Kajbaf, in fighting south of Damascus. The commander of the Guards’ Quds Force, Qassem Soleimani, predicted recently: “The world will be surprised by what we and the Syrian military leadership are preparing for the coming days.”
Since he spoke, Iran’s Lebanese client, Hizbollah, seized high ground around Qalamoun near the Syrian-Lebanese border. Iran has shipped in thousands of fresh troops of its own and Shiite fighters from Iraq and Afghanistan. If Syria was a jihad for the Sunni militants who have massacred non-Sunnis on principle, it has become a holy war as well for many Shiites.
Exacerbating matters for ISIL, the Kurdish YPG has made inroads into ISIL-held territory near its ostensible capital at Raqqa and captured Tel Abyad beside the Turkish border. The YPG is affiliated to the PKK in Turkey, making it anathema to Turkish president Recep Tayyip Erdogan.
He has damned the US for co-operating with the YPG, despite the fact the only reliable allies the US has in its confrontation with ISIL along the Syrian-Iraqi border are Kurds. Mr Erdogan’s ability to conduct his aggressive and unpopular policies in Syria, particularly with his open support of jihadis who behead western hostages and expel or kidnap religious minorities, may lose support in the Turkish parliament as a result of Kurdish gains in the latest Turkish elections. If a new Turkish government closed its border to jihadis and their arms supplies, ISIL would shrivel on the vine.
The Russians continue to supply arms to Mr Al Assad, as he boasted to a Russian newspaper last month. Dmitry Peskov, a spokesman for the Russian government, stated: “In fact, Moscow has always highlighted that there have been and are no embargoes on military cooperation. There are no legal limitations on us.” Given their long-standing investment in Syria, Russia and Iran were never likely to abandon Mr Al Assad because of a few lost battles. As they escalate support for the regime, the jihadis’ backers will match them.
A year ago, the war was going Mr Al Assad’s way. He took control of the “cradle of the revolution”, Homs, on May 9. Rebels left the town under UN protection, and Mr Al Assad’s forces negotiated local ceasefires to quell fighting in other areas. In June, his army returned to the Armenian mountain area around Kessab that jihadis from Turkey had seized in March. Gradually, though, the wheel turned. ISIL grew in strength and made its lightning advances in Iraq. The US, which did not discourage ISIL in Syria, had to defend the Baghdad regime that was its own creation. In the meantime, it is seeking a strategy to defeat ISIL and the only army, apart from the Kurds, that has stood up to the jihadist forces.
It is interesting to speculate on why the US refuses to cooperate openly with Iran and Syria to defeat ISIL. I wrote back in July 2003 in the London Review of Books: “Israel can shape its strategic environment, in cooperation with Turkey and Jordan, by weakening, containing and even rolling back Syria,” a Study Group on a New Israeli Strategy advised Benjamin Netanyahu when he assumed office in 1996. This group’s paper, A Clean Break: A New Strategy for Securing the Realm, suggested that efforts should “focus on removing Saddam Hussein from power in Iraq – an important Israeli strategic objective in its own right – as a means of foiling Syria’s regional ambitions.”

Did the United States invade Iraq with this objective in mind? After George W Bush’s election in 2000, a Presidential Study Group published Navigating through Turbulence: America and the Middle East in a New Century.
“The two main targets,” the group advised the incoming president, “should be Syria and Iraq … Maintaining a strong alliance with Israel” has not prevented “every state on Israel’s border, except Syria, from accepting America as their principal source of military aid and materiel”.
Has the policy changed? Is the goal still to establish a regime in Damascus that accepts America as its “principal source of military aid and materiel”? Was this worth more than 220,000 Syrian lives and the establishment of a reactionary caliphate from which more and more Syrians will flee by sea and through Turkey to live destitute in the western world that interfered in their lives without considering what they wanted?
http://www.thenational.ae/opinion/with-assad-on-the-ropes-in-syria-whats-the-endgame#full