الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد قاتل الأطفال أشد إرهابا من داعش

الأسد قاتل الأطفال أشد إرهابا من داعش

04.09.2014
داود البصري



الشرق القطرية
الاربعاء 3/9/2014
مع اشتداد واحتدام حروب الإرهاب الطائفي في الشرق الأوسط، ودخول تنظيم داعش الإرهابي على خط الأزمات والعمليات العسكرية، بجانب عودة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي للخوض في الأزمة، يتم عمدا للأسف تجاهل معاناة الشعب السوري التي طالت كثيرا وتعقدت مساربها، وحطمت الأرقام القياسية في المعاناة، بعد أن أضحى أكثر من نصف السوريين لاجئين في الدول القريبة والبعيدة، وبعد أن مارس النظام الأسدي ولا يزال يمارس عمليات إبادة بشرية شاملة ورهيبة تمثلت في تصعيد العمليات العسكرية الانتقامية وقتل أكبر عدد ممكن من السوريين ومن الأطفال خصوصا.
ويبدو الحديث عن ملاحقة داعش وترك نظام بشار بمثابة هرطقة حقيقية لسياسة دولية متوحشة لا تقيم وزنا للمعاناة الإنسانية، فمن يريد التخلص من داعش وإرهابها ودمويتها لابد أن يعمل في وقت واحد ومتزامن من أجل تخليص السوريين من المصنع الذي تم فيه إنتاج داعش، أي النظام السوري ذاته الذي تفننت مخابراته الإرهابية في التعامل مع الجماعات الإرهابية وفي إدارة صناعة الموت بشكليه العام أو المؤدلج. ويحتفظ تاريخ الإرهاب في الشرق الأوسط للنظام السوري بملفات إرهابية موثقة تؤكد أن باكورة الأعمال الإرهابية في ثمانينيات القرن الماضي كان مصدرها مصانع المخابرات السورية الضليعة بمثل هذا النوع من الأعمال الإجرامية بدءا من تجنيد وتعبئة وتجهيز الانتحاريين القتلة، وليس انتهاء بخطف الطائرات أو محاولات الخطف وعمليات الاغتيال الفردية أو الجماعية ولا نرى داعيا للخوض في التفاصيل المعروفة للجميع والتي تعرفها دوائر المخابرات الغربية بكل تفاصيلها المملة. ولعل إرهاب النظام السوري ضد شعبه وهو المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونيف من القتل المستمر والإبادة الشاملة والتدمير المنهجي يفصح عن طبيعة الحالة السادية المحيطة بذلك النظام الذي بات يتوسل الغرب اليوم من أجل إنقاذ رقبته وضمه للحملة الدولية المضادة للإرهاب، متناسيا وغافلا عن حقيقة كونه منبع ومصدر الإرهاب، ومتجاوزا وبصفاقة غريبة عن مسلسل جرائمه المستمرة ضد الشعب السوري والتي للأسف تجد اليوم تجاهلا مرعبا من المجتمع الدولي الذي نقل ميدان المعركة لشمال العراق متجاهلا أصل الداء ومنبع الطاعون الإرهابي.
لن يكتب لأي حملة دولية مضادة للإرهاب النجاح ما لم يتم التعامل الحاسم والسريع مع ملف النظام السوري وإنهاء معاناة السوريين التي طالت أكثر مما ينبغي وبما يوجه رسائل مدمرة للشعوب الحرة المسالمة التواقة للأمن والحرية والسلام والانعتاق. لقد قتل النظام السوري من السوريين مئات الآلاف واعتقل الآلاف المؤلفة الأخرى واستباح المدن ودمر الحواضر وأسهم، أبدع مساهمة، في دعم الإرهاب الداعشي أو الطائفي ومع ذلك ما زال صوت ذلك النظام يلعلع في المحافل الدولية. ورغم الإدانات العالمية لجرائمه وانتهاكاته، فإن ترك النظام السوري وعدم متابعته دوليا وجنائيا وسياسيا يعد بمثابة مهزلة حقيقية وتنكر لكفاح الشعوب ونكوص حقيقي عن مكافحة الإرهاب من منابعه وغرفه السوداء. وسجل النظام السوري المثقل والحافل بالرزايا والمصائب أكبر وأثقل بكثير من أن يتم التعتيم عليه أو تجاهله، وأي حرب جدية لمحاربة الإرهاب في الشرق القديم لا تشمل ملاحقة نظام بشار هي حملة فاشلة مسبقا لكونها تتجاوز بديهيات مسبقة كان يجب التعامل معها بجدية قبل الشروع بأي إجراءات حقيقية لتنظيف المنطقة من الفيروسات الإرهابية، فالدكتاتورية والاستبداد والشمولية هي أهم الحواضن التي تفرخ الإرهاب الأسود، وعدم محاسبة نظام بشار أسد على جرائمه المروعة يشكل نقطة عار في جبين الدول الكواسر التي تدير الملفات وفق أجندات مصلحية خاصة لا علاقة لها بمصالح الشعوب ودمائها وتضحياتها.. لقد آن الأوان لوضع حد حاسم لجرائم نظام دمشق