الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد مجرم لا يزال طليقاً

الأسد مجرم لا يزال طليقاً

24.08.2015
سمير الحجاوي



الشرق القطرية
الاحد 23/8/2015
لا يتوقف نظام الأسد عن مواصلة عمليات القتل والإجرام والإبادة الجماعية منذ انطلاق الثورة السورية قبل أربع سنوات، فقد ارتكب ما يزيد عن 500 مجزرة قتل خلالها أكثر من 300 ألف سوري، في واحدة من أكبر عمليات القتل المتواصل في التاريخ الحديث ضد شعب يطالب بحريته، لكن الأشد والأنكى أن هذا النظام الإرهابي استخدم الأسلحة الكيماوية والغازات السامة أكثر من 216 مرة، وحسب الأمم المتحدة فإن نظام الأسد استخدم غاز الكلور 120 مرة، كما أنه استخدم غاز السارين 96 مرة حسب اللواء عدنان سلو، رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوي في الجيش السوري سابقا.
وعلى الرغم من ارتكاب كل هذه المجازر فإن هذا النظام المجرم لا يزال طليقا بدون محاسبة، بل ويحظى بتغطية دولية من روسيا والصين، ومشاركة ميدانية عسكرية من التحالف الشيعي الذي يضم إيران والعراق ولبنان، وتواطؤ من دول عربية وأجنبية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا تريد لنظام الأسد أن يسقط.
آخر المجازر المخزية التي ارتكبها نظام الأسد كانت مجزرة دوما قبل أسبوع، وتحديدا في السادس عشر من الشهر الجاري، عندما قام بقصف سوق المدينة المحاصرة بالصواريخ والقنابل الفراغية مما أدى إلى قتل 110 أشخاص وجرح أكثر من 300 آخرين، وذلك احتفالا على ما يبدو بمجزرة الغوطة قبل عامين وتحديدا في 21 أغسطس 2013 عندما قصف الغوطة الشرقية والغربية بالغازات السامة مما أدى إلى قتل 1507 أشخاص معظمهم من الأطفال والنساء، في جريمة إبادة جماعية وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، فهي مذبحة رسمية تستخف بحياة البشر، وهي مجازر مرعبة ووحشية وبربرية.
وحملت منظمة هيومن رايتس ووتش نظام الأسد مسؤولية المجزرة وقالت في تقرير أصدرته بتاريخ 10 / 9 / 2013 : "إنها تمت باستخدام غاز أعصاب على درجة سلاح، يُرجح أنه غاز سارين". وقال بيتر بوكارت مدير قسم الطوارئ في المنظمة: "القوات الحكومية السورية أطلقت صواريخ تحتوي على رؤوس حربية كيماوية على ريف دمشق ذلك الصباح المروع، وأن سكان العديد من المدن قد تعرضوا إلى الإصابة بأسلحة كيميائية منبعثة من صواريخ تم إطلاقها من مدينة دمشق التي تسيطر عليها الحكومة، وشملت الأماكن المتضررة بلدات زملكا، وعين ترما، والمعضمية".
ما أن انفجرت الرؤوس الكيماوية حتى انبعثت سحابة كبيرة غطت المنطقة، لم تنفع معها الأقنعة أو تغطية الوجه، فأصيب الجميع بالسعال والاختناق، وضيق التنفس، والتنفس غير المنتظم، وتشنج العضلات، والغثيان، وزبد في الفم، وسوائل تخرج من الأنف والعينين، والدوار، وعدم وضوح الرؤية، واحمرار العينين، وتسمّر الرموش، وهي أعراض تتسق مع كونها أعراض التسمم الناتج عن غازات الأعصاب . وكان الغاز المنبعث كان ساما جدا، وتعرضت فرق الإغاثة إلى خطر كبير ولم يكن لديها المعدات الوقائية الكافية والمناسبة للتعامل مع هذا الغاز السام جدا.
هذا النظام المجرم يقتل السوريين منذ 4 سنين، لم يتوقف يوما واحدا عن القتل، في واحدة من عمليات القتل الأكثر بربرية في التاريخ الإنساني، فهو يقتل باستخدام الغازات السامة، الكلور والخردل والسارين، ويقصف بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية والعنقودية والفراغية والنابالم، وهي قنابل محرمة دوليا، ولا يزال يحتفظ بترسانة كيماوية يستخدمها ضد الشعب السوري، وحسب رئيس أركان الحرب الكيماوية المنشق عن جيش الأسد، فإن النظام سلم 1300 طن من الأسلحة الكيماوية فقط، بينما لديه أضعاف هذه الكمية، وأنه جهز قذائف محشوة بالسارين أو الكلور وينشرها في بعض مواقعه العسكرية في محيط دمشق، وعلى طريق دمشق حمص، وكان آخر استخدام له للسلاح الكيماوي الخميس الماضي، عندما استهدف المعهد الفني بمدينة حرستا بريف دمشق خلال المعارك التي تدور هناك مع مقاتلي "جيش الإسلام" و"أجناد الشام"، بسبب عجزه عن التصدّي لتقدّم مقاتلي المعارضة في تلك المنطقة، كما استخدمه في الأيام الأخيرة في كل من داريا وجوبر، وهو يلجأ للسلاح الكيماوي كلما وجد نفسه في مأزق وغير قادر على التصدّي لهجوم المعارضة، أو عاجزاً عن تحقيق اختراق في منطقة مهمة.
الأسد .. مجرم حرب لا يزال طليقا ولابد من جلبه للعدالة وإسقاط نظامه بالكامل، وتنظيف سوريا من حزب البعث وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وقوات الدفاع العلوية والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية، لأنهم جميعا يشاركون بذبح الشعب السوري، ولا بد من جلبهم للعدالة والقصاص وتنظيف سوريا والعالم العربي منهم.