الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد وحديث الحواضن والمقاومة والثورة

الأسد وحديث الحواضن والمقاومة والثورة

03.06.2013
نصوح المجالي

الرأي الاردنية
الاثنين 3/6/2013
من يستمع لحديث الرئيس الاسد لفضائية المنار يدرك أن المحطات التي اضطر النظام السوري فيها التعاطي مع موضوع الاصلاح او التغيير او مع مساعي عربية أو دولية لايجاد مخرج سياسي للازمة السورية كانت ضرباً من المماطلة والعبث.
فقد تعامل نظام الاسد مع جميع هذه المحاولات كما يتعامل الان مع مؤتمر جنيف اثنين على انها خنادق للخصوم يتوجب الاستدارة حولها ثم تدميرها وافراغها من محتواها.
فالرئيس الأسد مزهو باختراق عسكري حققه جيشه في ريف دمشق والقصير بمساعدة من حزب الله وميليشيات شيعية قدمت من العراق, يقول أن الوضع في سوريا قد اختلف الآن لأن الحواضن قد تغيرت، فالعصابات القادمة من جميع دول العالم والتي تشن حرباً عالمية على نظامه برأيه كانت تجد لها حواضن شعبية في سوريا تساندها, لكن تطور الاحداث ادى الى صحوة تخلى فيها اكثر السوريين عن العصابات وانسحبوامنها الى بيوتهم.
 والحقيقة ان الحاضنة الايرانية التي استند اليها النظام السوري في عهده وعهد والده وقدموها على القومية العربية ومن اذرعها مليشيات حزب الله في لبنان التي تدرك أن النظام السوري حبلها السري هي التي احدثت الفارق في القصير.
فالمعركة في القصير تأتي لضمان إمداد  مستمر لحزب الله من خلال شريط الساحل السوري عبر لبنان ولهذا اعلن نصر الله انه سيقاتل السوريين دفاعاً عن نفسه وعن المشروع الايراني الصفوي في بلاد الشام.
فالشريط الساحلي المتصل بالساحل اللبناني لا يوفر المدد فقط, لسيطرة حزب الله في لبنان ولكنه يؤمن الطريق الى الملاذ الأخير للنظام السوري اذا ما سقط النظام واضطر الى فصل منطقة العلويين في شمال سوريا في دولة مستقلة.
الحقيقة ان الثورة السورية معنية بوقف توسع المد الايراني في سوريا والمنطقة, الذي يسميه بشار الاسد مقاومة وهو في الحقيقة حرب على من يقاوم تمدد ايران الشيعية على حساب السنة في بلاد الشام ومن ورائها بلاد الرافدين.
قبل ايام واثر زيارة خاطفة لوليد المعلم الى العراق, ارسل العراق عشرين الف جندي لتمشيط منطقة الحدود مع سوريا لمنع المقاتلين السنة من الدخول الى سوريا, فحدود المعركة في سوريا وما حولها طائفية تديرها ايران بأدواتها في لبنان وسوريا والعراق ولابقاء السيطرة في يد بيادق ايران وازلامها وعملائها في المنطقة.
ورداً على سؤال لماذا لا يقاتل الاسد او المقاومة في الجولان حيث اسرائيل؟ يجيب الاسد جيشنا يقاتل العدو اينما وجد في الشمال والغرب والشرق وفي الشمال والغرب والشرق لا يوجد الا الشعب السوري الذي يعتبره نظام الاسد معادياً ما دام يقاوم مشروع الولي الفقيه وسيطرته على الانظمة والشعوب العربية من الداخل.
ثم يتجاهل الرئيس السوري وجود ثورة شعبية ضد حكمه مستمرة منذ عامين ونصف ويقول نحن نواجه معركة تديرها اسرائيل ضدنا، ونسأل، لماذا لم يرد الأسد على عدوان اسرائيل عندما قصفت العاصمة دمشق في قاسيون، وجاء الرد السوري بمجزرة في بانياس لطرد السنة منها، ثم بمجزرة اخرى في القصير لاخلاء السنة منها، ذُبح الناس فيها بالسكاكين، والمجازر تتحرك فوق رقاب السوريين، والدمار الذي تحدثه طائرات النظام يهدم بيوت السوريين فوق رؤوسهم وليس بيوت الاسرائيليين، ويشرد السوريين بالملايين داخل سوريا وخارجها وليس الاسرائيليين، ففي كل حروبها مع العرب لم تفعل اسرائيل ما فعله بشار الاسد في سوريا خلال عامين ونصف والنظام السوري لم يرد على اسرائيل على مدى اربعين عاما، ولكنه يملك الجرأة ليطارد شعبه في كل انحاء سوريا شمالا وشرقا وغربا، حيث يوجد العدو برأيه.
المقاومة بالنسبة للنظام السوري ورقة سياسية يستخدمها لاغراضه لتلعب ادوارا بالوكالة عنه ولصرف النظر عن استبداده وتسلطه على الحكم.
ازمة المنطقة العربية الحقيقية منذ القرن الماضي نابعة من تناسل انظمة مستبدة على الساحة العربية اكثرها انقلابية حرمت الشعوب العربية من التطور الديمقراطي واطبقت على الشعوب عشرات السنين وحرمتها من الحرية والتقدم ولما احست بدنو اجلها رهنت الشعوب العربية لتحالفات خارجية تديم امد استبدادها وهذا ما يحدث في سوريا اليوم، اخماد الشعب السوري بالقوة حتى لا يطالب بحقوقه وحريته.