الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد ومحاولاته البائسة لإفشال جنيف

الأسد ومحاولاته البائسة لإفشال جنيف

23.03.2016
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الثلاثاء 22/3/2016
اتفاق الهدنة في سوريا على ما فيه، يعد أمرا ايجابيا لحقن دماء السوريين، في وقت ينظر العالم بألم كبير الى المشكلات الانسانية التي تولدت بفعل استخدام القوة المسلحة والغازات السامة، والتهجير القسري، وتدمير المدن وجعلها حطاما، الا ان الاسد، لا يزال يتجاوز كل تلك الحقائق، والقرارات الدولية، ويمني النفس، بالبقاء رئيسا على جماجم السوريين، رغم ايمان السوريين بأن ثمة ضوءا في آخر النفق.
لقد تعاونت الدول الاقليمية، والرغبة الامريكية والروسية، بفرض الهدنة، طريقا للانتقال السياسي، وفقا لقرار الشرعية الدولية 2254، وقامت هذه الدول بدعوة المعارضة السورية للمشاركة في لقاء جنيف، لتسهيل عملية خروج سوريا من المأزق الذي تعيشه، منذ ست سنوات، وقد آن للمجتمع الدولي ان تنتصر ارادته، على ارادة تجار الدماء من أجل السلطة، بعدما فقدت سوريا 320 الف مواطن، وتهجير 6 ملايين انسان.
ان محاولات النظام السوري الفاشلة، بفرض أجنداته على مفاوضات جنيف، واستهتاره بالجهود الدولية، ودعوته لانتخابات، وحكومة ائتلافية، ما هو الا محاولة بائسة لتجاوز قرارات الشرعية الدولية، وتجاوز تفاهمات الدول الكبرى، ومساندة الدول الاقليمية، كي تبدأ مراحل الحل السياسي الانتقالي، معرضا بذلك هذه الجهود للتوقف، والعودة مرة أخرى الى المربع الاول، الامر الذي يحتاج موقفا دوليا ملزما له، يحول دون مواصلته اعمال المراوغة، والاساءة للقوى الوطنية السورية، التي اثبتت جديتها، بينما يحاول النظام السوري تسويق المخاوف السورية والاقليمية، بدفعه بعض القوى للاعلان المبكر عن محاولات لانشاء الفيدراليات السورية، ومن بعدها يخرج رافضا لهذه التحركات.
ان التحولات التي عاشتها سوريا، تجاوزت نظام الاسد، وأصبح من الماضي، ومن كان غارقا في دماء السوريين، لن يكون له حضور في سوريا المستقبل.
ان سوريا الاسد، كانت السجون فيها مليئة بالسجناء، وان حفلات الاعدام، كانت تجري على ايقاعات المصالح، وايقاعات الفساد، وان المواطن السوري متهم دائما، وانه وفي عهد التأثير الايراني، بات السوريون امام نوعين من السلطات المطلقة، وان كثيرا منهم يؤكد أن بعض الوزارات السيادية يتحكم بها مستشارو الحرس الثوري، وان المناصب القيادية والامنية مقتصرة على شبيحة الاسد.
لقد بلغ القبح مداه في رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، بمطالبة كبير المفاوضين التابع لوفد المعارضة (محمد علوش) الاعتذار، وحلق لحيته، فيما بلغت الوقاحة بوزير الخارجية وليد المعلم للتأكيد بأن الاسد خط أحمر، وان لا عملية انتقالية في سوريا، ولكن كان الموقف الروسي صاعقا وصادما وغير متوقع على الاسد، ولزمرته في دمشق، التي ظنت أنها تستطيع مع ايران، تسويف المفاوضات الجارية، وتوظيف عامل الوقت، لحين فشل المفاوضات وتفشل الهدنة، غير ان الاسد، يستشعر الخوف، بعد الرسالة الروسية، والتي مؤداها مفاوضات جنيف والانتقال السياسي، او ترك الجمل بما حمل.
ان التدخل البري في سوريا لمحاربة الارهاب، ما زال أمرا قائما، في حال سقوط الهدنة، وفي حال افشال النظام مفاوضات جنيف، حيث لم تعد هناك فرص أخرى، وعليه، فان على الدول الكبرى المعنية بالازمة السورية، وضع حد لمثل هذا الاستهتار، والزام الاسد بمخرجات مفاوضات جنيف، احتراما للارادة الدولية، ومساندة للشعب السوري.