الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد ونتنياهو يحرقان غزة وسوريا ورئيس الأمريكي يتفرج !

الأسد ونتنياهو يحرقان غزة وسوريا ورئيس الأمريكي يتفرج !

12.08.2014
د. علي حمد إبراهيم



الشرق القطرية
الاثنين 11/8/2014
شعوب العالم تشاهد ما يفعله الغجري العنصري بنيامين نتنياهو بشعب غزة، وما يفعله بشار الأسد بشعب سوريا، وهي لا تملك غير الحزن والأسى والدهشة. شعبان أعزلان يعيشان محنة تجل عن الوصف، ولا تبدو في نفقهما المظلم إثارة من نور، آليات التدمير الإسرائيلية والسورية، كل في مجالها الجغرافي، تدمر بأمر رجلين معتوهين بمرض الزعامة والحرص على الاحتفاظ بها بأي ثمن، تدمر مدن غزة وسوريا وتحيلها إلى ركام قبل أن تلتفت إلى شعبي البلدين الأعزلين فتحرقهما بقذائف الطيران والمدفعية الثقيلة وهي تعلم أنها توجه هذه الآليات إلى صدور مدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة. إنه جبن فاضح يتخفى بدثار القوة الكاذبة، نشر كل ذلك الموت المجاني والذعر وسط الشعبين الأعزلين سببه أن هذين الشعبين يرفضان الانكسار والاستسلام لإملاءات القوة الغاشمة. وأنهما شعبان يمكن أن تقتلهما الأسلحة الفاتكة ولكنها لا تستطيع أن تقتل فيهم جبروت الكرامة والمقاومة والصمود. طيران الزعيمين المجنونين بالحرص على السلطة والتمسك بها بأي ثمن، لم يترك سانحة إلا واستغلها على الآخر ضد شعبين لم يفعلا أكثر من المطالبة بحقهما في التحرر من الاحتلال الغاشم أو حقه في حياة حرة وكريمة مثل كل شعوب العالم. ليس من غريب الصدف أن تتشابه طرق ووسائل الإبادة الجماعية لدى كل من بشار الأسد وبنيامين نتنياهو. فقد رضع (الزعيمان) من نفس الثدي اللبن الملوث، ونشأ الرجلان على نفس العقيدة القتالية التي تجيز الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن، ألا ترى هذا التشابه وذاك التناغم الغريب؟! فهذا يرسل حمما من القنابل المدمرة على شعب غزة الأعزل، وذاك يرسل براميله المتفجرة على شعب سوريا الأعزل، والهدف في الحالتين واحد وهو كسر الإرادة الشعبية حتى ولو بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة ونشر التقتيل العشوائي الطائر الذي يأخذ كل من يصادفه في الطريق العام، ففي الحالتين يخرج شخص بريء يضرب في فيافي الأرض يبتغى رزقا لأسرته، فتصادفه إما براميل الأسد الطائرة أو قنابل نتنياهو، فتأخذه في عقالها بينما أطفاله ينتظرون عودته ببعض قطع من رغيف الخبز، كنا نظن أن الأسد الشبل قد يراعي آصرة الرحم والعقيدة المشتركة أكثر من الصهيوني الحاقد، ولكن يتأكد بالدليل أن بعض الظن إثم، فممارسات المعتوهين تتطابق شكلا ومضمونا، فإذا كانت فآصرة الرحم لم تشفع لشعب سوريا أمام غضبة جلاده الأصغر، فإننا يجب ألا نفقد عقولنا وننتظر آصرات حقوق الإنسان والقانون الدولي لكي تنقذ فينا ما يمكن إنقاذه من هجمة الصهيوني المغرور، صحيح أن عشمنا في الدولة القطب كان كبيرا وكان له ما يبرره، ولكن تبين لنا أن عشمنا في رئيس الغفلة ليس أفضل من عشم إبليس في الجنة.