الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد ونهاية اللعب على "الحبلين"

الأسد ونهاية اللعب على "الحبلين"

22.11.2014
رائد الجندي



العربي الجديد
الخميس 20-11-2014
كلنا سمعنا عن التصريحات الهجومية التي أطلقها النائب اللبناني، وليد جنبلاط، على بشار الأسد، بعد عودته من موسكو، وأن الأشهر المقبلة، على حد قوله، ستكون حاسمة في عمر النظام السوري، وأن حزب الله لو اطلع على اتفاق مسقط بين ‏طهران وواشنطن، لسحبَ جنودَه من سورية بسرعة.
أيضاً، تفاؤل معاذ الخطيب بإشراقة الشمس على سورية التي ستأتي من موسكو بعد زيارته الأخيرة لها، مع تواتر أخبار عن موافقة روسية على تنحي الأسد والدائرة المحيطة به، شرط الحفاظ على مؤسسات الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية، مع تداول اتفاق روسي ـ مصري، لمبادرة برعايتهما لحل الأزمة في سورية.
يا ترى، بعد هذا كله، هل هناك، مثلاً، تأكيد روسي على إنهاء الأسد؟ والتي ربما اعتبرت الأخير خائناً لها، ولسياستها بسبب تأييده ووقوفه مع التحالف الدولي الأميركي الذي أكدت فيه روسيا، سابقاً، أنها ضد أي ضربات عسكرية جوية على سورية من التحالف، وأن ذلك يعتبر انتهاكاً صارخاً لسورية ولسيادتها، فضلاً عن اعتباره انتهاكاً للقوانين والأعراف الدولية.
 فكيف بالأسد يكسر، اليوم، كلام معلمه الدب الروسي، ويقبل بالتحالف الأميركي، ويستمر معه إلى الآن؟!
طبعاً كلنا يعلم أن الأسد وأركان نظامه يلهثون وراء مصالحهم، للحفاظ على مناصبهم قدر المستطاع، مهما طال الزمن، وغرقت البلاد، أكثر وأكثر، بالحرب والدمار والقتل واللجوء والتشرد الذي بات يفتك بكل مكونات الشعب السوري.
لكن السؤال الأبرز اليوم، هل موافقة الأسد بالسماح للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بضرب مواقع داعش في سورية، وتأكيد ذلك في صحيفة الوطن السورية، المقربة من النظام، والتابعة لرامي مخلوف التي عنونت سابقاً أن "واشنطن وحلفاءها في خندق واحد مع الجيش السوري لمكافحة الإرهاب"، يكون الأسد قد خسر هنا حليفه الروسي للأبد وضحّى به، وربما يكون قد ضحى بنفسه، بهذا الانضمام، وخسر بذلك ثقة الروس بالأسد شخصياً، ليرى الروس أن الأسد فقط يلهث وراء القوى العظمى، وأنه مستعد لأن يرمي بحلفائه جميعاً، مستعطفاً ومستنجداً بأميركا التي تعد أقوى دول العالم، محاولاً كسبها إلى جانبه، ولدحر صفة الإرهاب عنه، ولإعادة شرعيته بتأييده لها وللتحالف.
فهل أدرك الأسد أن مصالحه، اليوم، هي بتأييد أميركا وحلفائها بحربها على الإرهاب في سورية والعراق، وأن لا مشكلة لديه بخسارة روسيا بهذا التأييد، طالما أن أميركا وحلفاءها قابلوا موافقة الأسد بإيجابية، ولم يتطرقوا لضرب النظام السوري في دمشق.
عملياً، هل تأييده التحالف الأميركي هو نهاية الأسد الأخيرة، وربما المؤكدة من الروس والأميركيين الذي قد يتفقون معاً بإنهاء حكمه نهائياً؟
لكن، في النهاية، هل مستقبلاً، وربما خلال أشهر، سنرى تحولاً دراماتيكياً في المشهد السوري من الروس على الأسد شخصياً، لتتم محاسبته على طريقتهم هم؟