الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يبيد 20 ألف فلسطيني

الأسد يبيد 20 ألف فلسطيني

21.10.2013
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
الاحد 20/10/2013
يواصل نظام الأسد الإرهابي "المقاوم والممانع" حصار مخيم اليرموك للشهر التاسع على التوالي، ويحاول خنق المخيم بالكامل منذ 100 يوم، مما يرقى إلى درجة الإبادة الجماعية لأكثر من 20 ألف فلسطيني، هم ما تبقى من 150 ألف فلسطيني كانوا يسكنون المخيم قبل أن يبدأ نظام الأسد حربه الهمجية ضد الشعب الفلسطيني هناك، رغم أنهم لا يشكلون أكثر من 10 في المائة من سكان المنطقة التي تقطنها غالبية سورية، يضاف إليهم اللاجئين السوريين من مناطق أخرى مثل ريف دمشق وأحياء العاصمة التي تعرّضت للقصف، كمدن ببّيلا ويلدا في الريف وأحياء التضامن والحجر الأسود والقدم والعسالي وغيرها، الذين توهموا أن مخيم اليرموك منطقة امنة.
هذا المخيم يواجه حملة عسكرية عاتية من قبل قوات الأسد وشبيحته وعناصر تنظيم أحمد جبريل أدت إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من سكانه، وقامت طائرات نظام الأسد المقاتلة بقصف المخيم وتدمير أحياء بأكملها بما فيها من مساجد ومدارس ومساكن ومراكز صحية، وتحولت شوارعه إلى طرق للموت بسبب القصف المتواصل الذي استخدم فيه الإرهابي الأسد الأسلحة الكيماوية.
ورغم عدم مشاركة الفلسطينيين في الثورة السورية إلا أن نظام الأسد الإرهابي استهدفهم وحملهم مسؤولية اندلاع الثورة منذ اليوم الأول كما قالت مستشارة الأسد بثينة شعبان، مما حول المخيمات الفلسطينية إلى حقول للموت والدم، ودفع عدد كبير من الفلسطينيين إلى الهجرة الهروب إلى لبنان وتركيا والأردن ومنها إلى دول أجنبية.
هذا الوضع المأساوي دفع عددا من المؤسسات الأوروبية للمطالبة بالتدخل لفك الحصار مخيم اليرموك، وأصدرت بيانا قالت فيه:"لقد تعرّض مخيم اليرموك للدمار الشديد وهدم فيه ما يزيد على 1500 منزل، وهو يعاني من انقطاع للكهرباء والاتصالات والماء(منذ 100 يوم)، إلى جانب نفاذ المواد الغذائية بداخله بصورة كاملة، الأمر الذي دفع إمام أحد المساجد داخل المخيم لإباحة أكل لحم القطط والكلاب للمحاصرين من أجل البقاء على قيد الحياة، في سابقة خطيرة تنذر بكارثة حقيقية.
وحذرت من إمكانية وقوع كارثة كبيرة قائلة: "إننا إزاء الخطر الذي يتهدد حياة أكثر من 20 ألف مدني في مخيم اليرموك، حيث تعتبر حياتهم في دائرة الخطر الشديد، ويتهددهم الموت جوعاً داخل المخيم أو قتلاً بالقذائف والرصاص إن هم حاولوا اللجوء إلى خارجه، نطالب الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها ممثلةً بالأنروا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتحمل مسؤولياتها"، ودعت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بدورها تجاه تأمين حياة المدنيين، وإيجاد ممر إنساني آمن لدخول المواد الغذائية والطبية للمخيم وحرية انتقال الأشخاص من وإلى المخيم، وتحييد المدنيين ويلات هذا الصراع". وحملت المؤسسات الدولية "الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وجامعة الدول العربية المسؤولية عن العجز والتقصير في إيجاد حل لمأساة المخيمات الفلسطينية عامة واليرموك خاصة، دعت "المجتمع الدولي والعالم الحر للوقوف أمام مسؤولياته تجاه لاجئي مخيم اليرموك الذي سقط فيه 634 ضحيةً، وهو ما يمثل ثلث الرقم الكلي للضحايا الفلسطينيين، لوقف سياسة التجويع، لانها جريمة أخلاقية وإنسانية وقومية"، وطالبت "بمحاسبة المسؤولين عن حصار المخيم وتجويع المدنيين وترويعه بشكلٍ يرقى إلى العقاب الجماعي وفق القانون الدولي.
ما يجري في مخيم اليرموك الفلسطيني والمخيمات الأخرى جزء لا يتجزأ من المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري توجب علينا أن نسلط الأضواء عليهم، كما نسلطها على مدينة المعضمية المحاصرة منذ شهور أيضا، وتحتم علينا مطالبة منظمة التحرير الفلسطينية بالقيام بواجبها من أجل حماية الفلسطينيين في سوريا، وإلا فإنه لا داعي لوجود هذه المنظمة.
على زعماء الفصائل الفلسطينية أن يتدخلوا لإنقاذ الفلسطينيين في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات من الموت، فهذا هو مبرر وجودهم، ولا قيمة لهم إذا لم يحموا الدم الفلسطيني في سوريا وغير سوريا.