الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يتحدى أميركا وروسيا

الأسد يتحدى أميركا وروسيا

05.05.2013
صحيفة واشنطن بوست الأميركية

البيان
الاحد 5/5/2013
تظهر أدلة متزايدة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد مواطنيه مما يوفر فرصةً لأميركا وروسيا، البلدان أصحاب النفوذ الأكبر على الوضع، لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد، بصورة مشتركة، على تسليم السلطة.
وذكر المحللون العسكريون أخيراً أنهم واثقون تماماً من استخدام نظام بشار الأسد غاز الأعصاب "سارين" بتاريخ 19 مارس الماضي، وهناك احتمال كبير باستخدامه أسلحة كيميائية في مناسبات أخرى مختلفة منذ ذلك الحين. ويتوافق هذا الوصف مع ادعاءات مشابهة وجهت أخيراً من قبل بريطانيا وفرنسا، إلا أن أميركا احتفظت بهدوئها حتى الآن.
وباستخدامه للأسلحة النووية، تخطى استخدام الرئيس السوري بشار الأسد "الخطوط الحمراء" التي حددها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي. إلا أن الأمر الأكثر أهمية قد يكون أنها تنتهك أيضاً تحذيرات موجهة بصورة شخصية للأسد من قبل روسيا.
 وتمت الإشارة إلى التحذير الروسي للرئيس بشار الأسد حول الأسلحة النووية من قبل "فيتالي نومكين"، وهو رئيس "معهد الدراسات الشرقية" في "الأكاديمية الروسية للعلوم" وخبير روسي في الشرق الأوسط، خلال إجابة على سؤال في مؤتمر أمني نظمه معهد دراسات الأمن الوطني، وهي مؤسسة بحثية.
يتوجب أن تقنع الأزمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه آن الأوان أن يتخلى عن دعمه للأسد، وبدء العمل من أجل انتقال سياسي في سوريا. من الواضح أن الأسد يائس للغاية، حيث تجاهل تحذيراً بشأن استخدام هذه الأسلحة، ليس من واشنطن فحسب، بل من موسكو أيضاً. هل سيسمح فلاديمير بوتين حقاً باستخدام الديكتاتور السوري لأسلحة الدمار الشامل في تحدٍّ لروسيا؟
لقد نوقشت المعارضة الروسية والأميركية المشتركة لأي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا خلال فبراير الماضي من قبل رئيس الخارجية الروسي ونائب الرئيس الأميركي "جو بايدن" حينما التقيا على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ. وتحدثا أيضاً عن سبل تمكنهم من التعاون للحفاظ على الأسلحة إذا تداعى نظام بشار الأسد.
غير أن روسيا صرحت خلال مارس الماضي، بعد التقارير الأولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية السورية، بأن جانبي الحرب الأهلية السورية قدما ادعاءات ودعيا لإجراء تحقيق دولي تقوم به الأمم المتحدة للتحقق من كل هذه الاتهامات.
وقد لخص "سيرجي لافروف"، وزير الخارجية الروسي، هذا الوضع أخيراً في تعليقات على تقارير في بروكسل، وقال إنه ينبغي على المحققين التركيز على تقارير معينة بشأن استخدام الأسلحة، عوضاً عن إجراء تحقيق واسع.
هل ضغطت إدارة الرئيس الأميركي على موسكو بشأن انتهاك الرئيس السوري بشار الأسد لخطهم الأحمر المشترك، واقترحت أن تكون الإساءة أساساً لإجبار الرئيس بشار الأسد على تسليم السلطة؟ نأمل ذلك.
هذا التفسير الوحيد لصمت واشنطن الغريب بينما يتصاعد الدليل من تكتيكات الأسد الوحشية.
ومع وجود هذا الدليل الأخير على حرب بشار الأسد المطلقة ضد شعبه، آن أوان لانضمام روسيا لبيان عالمي بأن الزعيم السوري تجاوز الحدود كثيراً، ويجب أن يتم استبداله. هذه الأزمة فرصة بحق، إذا كان القادة العالميون لديهم جرأة كافية لانتهازها.