الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يحرق سوريا أمام أعين العالم!

الأسد يحرق سوريا أمام أعين العالم!

15.02.2014
د. علي حمد إبراهيم


الشرق القطرية
الخميس 13/2/2014
العالم يقف وينظر مشدوها مما يفعله الرئيس السوري بشعبه وببلده الجميل، آليات التدمير السورية تدمر بأمر الرئيس الأسد الابن، تدمر مدن سوريا وتحيلها إلى ركام قبل أن تلتفت إلى الشعب السوري فتحرقه ببراميل الموت المتفجرة التي تنطلق في الفضاء السوري دون التركيز على أهداف محددة غير التركيز على أهداف نشر الموت والذعر وسط الجماعات الشعبية التي يرى الأسد أنها غير جديرة بالحياة طالما قالت إن الأسد غير جدير بحكمها.
طيران الرئيس الأسد ومدرعاته لم تترك سانحة لقتل هؤلاء المارقين إلا واستغلتها على الآخر ضد شعب لم يفعل أكثر من المطالبة بحقه في حياة حرة وكريمة مبرأة من الخوف والعسف السياسي مما ظلت أسرة الأسد تتوفر على القيام به في سوريا على مدى زاد على نصف قرن وما زال الحبل على الجرار، إلا أن الجديد الذي ابتكره الأسد الابن هو إرسال براميل التقتيل الطائرة لتقتل عشوائيا كل من يقف في طريقها صدفة في عموم الفضاءات السورية، كان هذا الواقف التعيس في طريق براميل الشبل القاتل مجرما حقيقيا لمعارضته (سيدي بشار) أو كان شخصا بريئا يضرب في فيافي الأرض يبتغي رزقا لأسرته، فتصادفه براميل الموت المجاني وتأخذه في عقالها، بينما أطفاله ينتظرون عودته ببعض قطع من رغيف الخبز الذي صار عزيزا اليوم كما هي الحياة في سوريا.
ما يمارسه الأسد الشبل ليس جديدا إلا في الشكل الخارجي، فقد مارس الأسد الأب القتل الجماعي بقنابل الموت الطائر عندما أرسل طائراته لتدك نفس المدن التي تدكها اليوم طائرات الأسد الشبل ولكن بتقنية أكثر تطورا لإحداث القتل الجماعي.
لا أحد ينسى كيف تداعت يومها نوازع الغضب والانفعال الإجرامي لدى الأسد الكبير، فلم يكتف بإبادة مدن بكاملها مثل حماة، ولكنه عرّج على (أشقائه) الفلسطينيين وأخذهم بغضبه الممتد إلى خارج أسوار بلده إلى داخل الأسوار اللبنانية.
كلنا نذكر مجزرة تل الزعتر التي قتل فيها الأسد الأب الفلسطينيين قتل الفئران، وهم المقتولون أصلا في داخل مخيمات الموت البطيء. لقد كانت جريمة الفلسطينيين في لبنان أنهم لم يندغموا في المخطط السوري في لبنان، فكان لزاما على بطل العروبة والممانعة أن يزيحهم عن طريقه بأسرع وأسهل الوسائل.
وهكذا شارك بطل العروبة والممانعة المجرم الآخر ارييل شارون في جريمة تقتيل الفلسطينيين عشوائيا، هذا في مخيم تل الزعتر، وذاك في مخيم صبرا وشاتيلا، و"ما فيش حد أحسن من حد"!.
وكما وقف العالم متفرجا على جرائم الأسد الكبير ضد السوريين والفلسطينيين، وعلى مذابح صنوه في الإجرام ارييل شارون ضد الشعب الفلسطيني، ها هو العالم يقف متفرجا على الأسد الشبل يذكرنا بإرث والده الدموي ضد شعبه.
الجديد المضاف من ابتكارات الشبل القاتل هو الموت الطائر، موت طائر توزعه براميل عمياء لا تحدد لها هدفا غير هدف القتل المفتوح.
إن محنة العالم الحر اليوم هي أن قيادته آلت إلى رئيس ثرثار ومتردد خدع شعوب العالم بفصاحته اللغوية، فأحسنت فيه الظن قبل أن تدرك الكذبة الكبرى.