الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يختنق.. ويتبع تعليمات طهران

الأسد يختنق.. ويتبع تعليمات طهران

19.04.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الجمعة 19/4/2013
في كل مرة يحقق الثوار السوريون تقدماً نوعياً، منذ اندلاع الاحتجاجات الكثيفة التي أشعلت المدن السورية طوال سنة كاملة، مثل السيطرة على أراض أو هزيمة كتائب الأسد في مواقع مهمة، أو يوجهون ضربات إلى حزب الله والحرس الثوري في سوريا، يظهر الأسد على شاشات التلفزيون يوزع نصائحه وتلميحاته وتهديداته.
ويوم أمس الأول ظهر الأسد في التلفزيون السوري يحذر الأردن بالذات ودولاً عربية، ويتهم الثوار بأنهم يتلقون تعليمات من الخارج.
وهذا الظهور المتعمد لرئيس نظام يتآكل، يثبت أن النظام السوري يقترب من الهاوية، لأن الأسد كان يتكلم وهو يكاد يبكي، على عكس خطابه في بدايات الاحتجاجات حيث كان يوزع الابتسامات والنكت ويظهر استخفافاً بالانتفاضة السورية. وبدأ يتخلى عن العنتريات التي كان يطلقها في بدايات الثورة، ويوحي مظهره بالطفل المجبور على إجراء مقابلات بلا رغبة ولا إرادة.
وبين كل ظهور للأسد في التلفزيون وآخر، يفقد نظام الأسد مدناً ومحافظات ومطارات وقواعد عسكرية لصالح الثوار، ولكنه يرسل آلافا من السوريين إلى المقابر، ثم يتحدث عن الصمود وحماية السوريين.
ويتهم الأسد الثوار بأنهم يتلقون التعليمات من الخارج.. ولكن لم يكن يستطيع أي من المذيعين الذين أجروا المقابلة سؤال الأسد عما إذا كان يستطيع رفض أية تعليمات من طهران.
وواضح أن تهديدات الأسد للأردن، ليست من عنده، لأنه من الحكمة أن يحافظ الأسد على شعرة من العلاقة مع الأردن، ولكن يبدو أن تعليمات إيرانية قد طلبت منه التركيز على الأردن بالذات، بالنظر إلى أن مستشاري الأسد الإعلاميين يرتبطون كلياً بطهران ويلتزمون بتعليماتها، أكثر مما يلتزمون بتعليمات الأسد، لأنهم يعلمون أنه لم يعد بيد الأسد لا حول ولا قوة ولا إرادة ولا قرار، وإن السفير الإيراني يملك من الصلاحيات في سوريا أكثر مما يملك الأسد. وأن أي كادر ميلشيا من حزب الله من الحرس الثوري الإيراني يملك من النفوذ في القصر الرئاسي أكثر مما يملك الأسد.
والدلالة على أن الأسد لا يظهر في التلفزيون بإرادته فإن الأوقات التي يظهر فيها، ليست في صالحه ولا في صالح نظامه، ولكن الوقت قد يكون صالحاً لطهران وموسكو لتوجيه رسائل إلى واشنطن أو الدول العربية أو إلى أوروبا، مما يعني أن النظام السوري يدار كلياً من طهران وموسكو، وهذا بالذات هو الذي يجعل نهاية نظام الاسد قريبة، فالتاريخ يثبت أن الأنظمة التي فقدت الولاءات الشعبية، وعولت على الحماية الخارجية تنهار سريعاً بمجرد تغيير مزاجات القوى الخارجية. وحالما تتوصل طهران أو موسكو إلى مصالح أثمن من نظام الأسد، أو حينما تشعر ان النظام بدأ يشكل عبئاً عليها وعلى دبلوماسيتها ومصالحها، فإنها ببساطة سوف تتخلى عنه بالإسراع إلى عقد اتفاقيات، ولا تعدم إيجاد بدائل للنظام.