الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يقترب من المصيدة

الأسد يقترب من المصيدة

09.08.2013
رأي الشرق

الشرق القطرية
الجمعة 9/8/2013
مشهدان متقاطعان حدثا في اليوم الأول من عيد الفطر، ولكل منهما دلالاته وارتداداته، الأول استهداف المنطقة التي مر بها موكب حاكم دمشق بشار الأسد ومرافقيه بهجوم بقذائف الهاون، بينما كان يسير في أول أيام عيد الفطر بمنطقة المالكي في العاصمة، والثاني ما حملته الأنباء عن جولة غير مسبوقة لرئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا لريف درعا وتأدية صلاة العيد في أحد المساجد هناك.
دلالات المشهد الأول، تعني أن الاسد بات هدفا من الممكن الوصول اليه وقنصه وهو في عقر أوكاره كحي المالكي الذي يضم مسكنا ومكتبا للاسد، وعدة مكاتب تابعة للرئاسة والاستخبارات العسكرية حيث الاجراءات الأمنية المشددة، وهذا يعني أيضا أن مقاتلي المعارضة السورية يترصدونه ويتابعون تحركاته على الدوام رغم المسح الأمني الدقيق الذي يسبق عادة أي زيارة أو تجول له، وهو أول هجوم يستهدف الأسد مباشرة منذ تفجر الثورة الشعبية في سوريا قبل عامين.
مصداقية ما حدث برأينا تكمن في النفي السريع الذي أعلنه وزير اعلام النظام عن تعرض موكب الأسد لهجوم، فهذا النفي يحمل في طياته تأكيد الحادثة، والا لماذا الاهتمام بنفي الخبر طالما أنه "مجرد انعكاسات لأحلام وأوهام البعض"، والقول ان "الخبر عار عن الصحة وكاذب ومضلل وأن كل شيء طبيعي"، كما قال عمران الزعبي، وبذات الوقت مسارعة التلفزيون الحكومي لنقل لقطات مصورة للأسد وهو يغادر المنطقة.
عكس هذا المشهد غير المسبوق، الذي أربك بالتأكيد مخابرات النظام وستكون له انعكسات مرعبة على الجهات الأمنية المكلفة بالحراسة وتأمين مسار موكب الأسد، في تلك اللحظة كان الجربا بصحبة عدد من أعضاء الائتلاف الوطني المعارض يتجول في محافظة درعا ويتفقد أحوال السوريين هناك، وهذا بحد ذاته تحد كبير للنظام في سوريا وتأكيد على أن الجيش الحر قادر على الوصول لكل مكان في البلاد التي فقدت خلال شهر رمضان نحو 4420 شخصا على الاقل ليشكل تطورا جذريا هو الاكثر دموية منذ اندلاع الثورة في مارس 2011.