الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يقتل الفلسطينيين جوعا

الأسد يقتل الفلسطينيين جوعا

04.01.2014
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
الخميس 2/1/2014
مات في مخيم اليرموك 25 فلسطينيا جوعا خلال شهرين، فهذا المخيم الفلسطيني يعاني من حصار قوات الأسد الإرهابية منذ 170 يوما، وتمنع قوات الأسد وميليشياته المجرمة ومعها عناصر أحمد جبريل دخول الماء والغذاء والدواء، وتقطع عنه الكهرباء ووقود التدفئة والغاز.
هذا الوضع دفع الأمم المتحدة إلى مناشدة نظام الأسد السماح بإدخال مساعدات عاجلة لآلاف اللاجئين في المخيم الواقع جنوبي العاصمة دمشق، وأعلن المتحدة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غانيس تسجيل 15 وفاة بسبب الجوع، كما أعلنت مصادر فلسطينية وفاة 10 آخرين جوعا، علما بأن آخر مرة تمكنت فيها الأمم المتحدة من إدخال مساعدات للمخيم كان قبل 4 شهور.
هذا الحصار المحكم قوات الأسد يحبط كل الجهود الإنسانية لإغاثة المخيم ويشدد الخناق على 20 ألف فلسطيني لا يزالون في المخيم بعد أن غادره أكثر من 130 ألف شخص هاجروا إلى لبنان أو مناطق أخرى، وهو ما دفع المتحدث الأممي غانيس إلى التحذير أنه إذا لم يعالج الموقف بسرعة "فقد لا يكون هناك متسع من الوقت لإنقاذ أرواح آلاف بينهم أطفال"، في مخيم اليرموك خاصة والمخيمات الأخرى في سوريا، وهو ذات التحذير الذي أطلقه المفوض العام لوكالة "الأنروا" الذي حذر من أن الآلاف قد يفقدون حياتهم في مخيم اليرموك في حال لم تقدم لهم المساعدات الضرورية بشكل عاجل.
لا يجوز ترك مخيم اليرموك تحت رحمة نظام الأسد الإرهابي المجرم الطائفي الحاقد، فهذا النظام الذي يذبح السوريين في كل مكان قتل أكثر من 150 ألف سوري لا يتورع عن إبادة 20 ألف فلسطيني في مخيم اليرموك، فهذا النظام البربري الهمجي دمر حمص وحماة وحلب ومسح أحياء بأكملها عن وجه الأرض مثل حي بابا عمرو الحمصي، ولا بد من التحرك على كل المستويات لإنقاذ الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك المنكوب وكل المخيمات الأخرى في سوريا التي كان يسكن فيها نصف مليون فلسطيني أصبح نصفهم في عداد المهجرين وهم المشردون أصلا، ولجأ حوالي 50 ألف فلسطيني إلى مخيمات لبنان، في حين يمنع الأردن تماما لجوء أي فلسطيني إلى أراضيه قادما من سوريا، بل وضع بعض العائلات في معسكر اعتقال اسمه "سايبر ستي".
جميع ما يسمى "قيادات فلسطينية" مطالبة بإغاثة الفلسطينيين في مخيم اليرموك وأن يتدخلوا لرفع الحصار عنه وإدخال الغذاء والماء والدواء، فهذه "القيادات المزعومة" لا شرعية لها ولا داعي لوجودها أصلا إذا كانت عاجزة عن إنقاذ 20 ألف فلسطيني في مخيم اليرموك من الموت جوعا.
عام كامل على حصار مخيم اليرموك و6 أشهر على محاولات خنق سكانه بالكامل دون أن يتحرك "الأبوات" لفعل شيء على الأرض، وهذا ينزع ويلغي شرعيتهم لقيادة الشعب الفلسطيني، وعلى الشعب الفلسطيني أن يتحرك للضغط على هذه "القيادات الفاشلة" للتحرك على كل المستويات لإنقاذ الفلسطينيين في سوريا.
مخيم اليرموك تحول من عاصمة للثورة الفلسطينية إلى حقل للموت لا يرى فيه غير القصف والدمار، وهو الذي قدم الفدائيين والأبطال والشهداء والكتاب والنخب المثقفة، ولا يجوز تركه نهبا لعصابات الأسد الإجرامية، وترك مخيم اليرموك وحيدا أمام برابرة القرن العشرين والحادي والعشرين يثير تساؤلات كبيرة عن وحدة الشعب الفلسطيني الموزع في العالم وصلابة هويته وتفاعله مع بعضه البعض، فإذا كان الفلسطينيون لا يتألمون لبعضهم البعض، فمن سيتألم عنهم، وإذا كانوا لا يساعدون بعضهم بعضا فمن سيساعدهم؟ وإذا كانوا لا ينتصرون لبعضهم بعضا فمن سينتصر لهم؟
قبل شهور طالب 20 مؤسسة أوروبية التدخل لفك الحصار مخيم اليرموك، وقالت:" لقد تعرّض مخيم اليرموك للدمار الشديد وهدم فيه ما يزيد على 1500 منزل، وهو يعاني من انقطاع للكهرباء والاتصالات والماء إلى جانب نفاد المواد الغذائية بداخله بصورة كاملة، الأمر الذي دفع إمام أحد المساجد داخل المخيم لإباحة أكل لحم القطط والكلاب للمحاصرين من أجل البقاء على قيد الحياة"
وحذرت: "إننا إزاء الخطر الذي يتهدد حياة أكثر من 20 ألف مدني في مخيم اليرموك، حيث تعتبر حياتهم في دائرة الخطر الشديد، ويتهددهم الموت جوعاً داخل المخيم أو قتلاً بالقذائف والرصاص إن هم حاولوا اللجوء إلى خارجه، نطالب الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها ممثلةً بالأنروا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتحمل مسؤولياتها"، ودعت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بدورها تجاه تأمين حياة المدنيين، وإيجاد ممر إنساني آمن لدخول المواد الغذائية والطبية للمخيم وحرية انتقال الأشخاص من وإلى المخيم، وتحييد المدنيين ويلات هذا الصراع". وحملت المؤسسات الدولية "الحكومة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، وجامعة الدول العربية المسؤولية عن العجز والتقصير في إيجاد حل لمأساة المخيمات الفلسطينية عامة واليرموك خاصة، ودعت "المجتمع الدولي والعالم الحر للوقوف أمام مسؤولياته تجاه لاجئي مخيم اليرموك الذي سقط فيه 700 شهيد يمثلون ثلث الشهداء الفلسطينيين في سوريا، لوقف سياسة التجويع، لأنها جريمة أخلاقية وإنسانية وقومية"، وطالبت "بمحاسبة المسؤولين عن حصار المخيم وتجويع المدنيين وترويعهم بشكلٍ يرقى إلى العقاب الجماعي وفق القانون الدولي.
الكل آثم بعدم لجم نظام الأسد الإرهابي.. والكل آثم بعدم إغاثة الشعب السوري.. والكل آثم بعد إغاثة الفلسطينيين في سوريا.. والكل آثم بعدم إنقاذ مخيم اليرموك من الموت جوعا.