الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد يكذّب مزاعم بوتين!

الأسد يكذّب مزاعم بوتين!

28.09.2013
راجح الخوري


النهار
الخميس 26/9/2013
تشكّل تصريحات الرئيس بشار الاسد الى التلفزيون الصيني تكذيباً مباشراً وصافعاً لكل ما قاله فلاديمير بوتين في سياق اتهامه المعارضة السورية باستعمال السلاح الكيميائي في مذبحة الغوطتين، ونفياً لكل مزاعم النظام السوري عن ان المعارضة ارتكبت الجريمة المروعة!
اذا كانت "الاسلحة الكيميائية موجودة في مواقع ومناطق آمنة، وهناك سيطرة كاملة عليها من جانب الجيش السوري" كما يقول الاسد، الذي من مصلحته اتهام المعارضة التي طالما وصفها بأنها "مجموعات من الارهابيين"، فهل كان الأمر خافياً على بوتين وخبرائه الذين يرابطون في المواقع العسكرية السورية الحساسة؟
وعندما يضيف الاسد "ان الاسلحة الكيميائية تخزّن دائماً لدى أي دولة ولدى أي جيش وفق شروط خاصة، من اجل عدم العبث بها من الارهابيين او من أي جماعات إرهابية"، ألا يعني هذا ان قنابل غاز السارين التي تساقطت على المدنيين في الغوطتين وخنقتهم، لم تنطلق من مواقع الثوار كما يزعم هو وبوتين، بل من مواقع النظام على ما أكد تقرير المفتشين الدوليين؟ ثم اذا صح ان هذا النوع من الاسلحة استخدم اكثر من 17 مرة، كما قال ديفيد كاميرون وكما تردد المعارضة السورية، ألا يؤكد هذا ان النظام السوري مضى بعيداً في جرائم الكيميائي المحرمة دولياً؟
أشنع من كل هذا ان الأسد يجد دولة كبرى لا بل دولتين أي روسيا والصين، تقومان بحمايته وتدافعان عنه، بينما يفترض ان تكونا مسؤولتين اخلاقياً وسياسياً حيال احترام القوانين الدولية، لكن المهزلة تكتمل فصولاً عندما نقرأ كلام بوتين الذي قال: "إذا تحدثنا بلغة ميثاق الامم المتحدة، فأي تدخل خارجي باستخدام القوة سيكون انتهاكاً فظاً للقانون الدولي او عدواناً وسيزعزع الوضع في سوريا والشرق الاوسط بأسره". فهل قصف السوريين بقنابل السارين لا يشكل انتهاكاً فظاً لهذه القوانين ولا يمثل جريمة ضد الانسانية؟
ثم أوليس من الفظاظة والعيب ان يمضي سيرغي لافروف في القتال داخل الامم المتحدة، لمنع صدور قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع حول تسليم ترسانة الاسد وتدميرها، اذا امتنع عن هذا او كرر استخدام الكيميائي؟
واضح ان الاصرار الروسي على ضرورة العودة الى مجلس الامن لاستصدار قرار جديد يجيز استخدام القوة، حتى لو تمت الاشارة الى هذا في القرار الاول، هو من قبيل المراوغة ومحاولة تمييع الموقف، وهو ما يعمّق المخاوف المتزايدة من ان تتحول "المبادرة الروسية الكيميائية" مجرد مناورة لا تنقذ النظام من جريمة الغوطتين فحسب، بل تنقذ الترسانة الكيميائية من التدمير... وكل ذلك ربما لأنها أنقذت باراك اوباما من وحول التهديد بضربة ليس قادراً عليها!