الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد في ضيافة الدب الروسي !

الأسد في ضيافة الدب الروسي !

28.10.2015
سلطان عبد العزيز العنقري



المدينة
الثلاثاء 25/10/2015
الأسد في ضيافة    الدب الروسي ! في أول زيارة له لموسكو ،منذ اندلاع الثورة السورية ،توجه الأسد إلى روسيا ليعلن من هناك شكره وتقديره للرئيس الروسي بوتين ، في كلمة متلفزة ! الشكر والتقدير لروسيا هل يتطلب من الأسد السفر بحراسة سلاح الجو الروسي ؟! أم أن هناك طبخة من نوع آخر تقوم بها روسيا إما لتثبيت شرعية الأسد في سوريا ،وهذا هو ما يقوله الواقع على الأرض ، من خلال اتباع روسيا وطيرانها لسياسة الأرض المحروقة في سوريا ضد داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى وضد مواقع الجيش الحر وفصائل المقاومة الأخرى، أو أنها خطوة أو مقدمة لتنحيته واستبداله بحكومة تقبل بها روسيا وإيران والغرب وأمريكا وإسرائيل وتركيا، إذا وضعنا في الاعتبار أن روسيا تمثل إيران والنظام السوري في المنطقة ،وأمريكا تمثل مصالحها ومصالح إسرائيل ،وتركيا تمثل مصالحها أيضا بوجود الأكراد في سوريا ، في حين السعودية ليست لها مصالح إلا مصلحة الشعب السوري وأمنه واستقراره ،والعيش في ظل حكومة لا تخضع لإيران ولا روسيا ولا غيرها. نقول هذا الكلام في ظل اجتماع وزراء خارجية أربع دول مؤثرة في المنطقة (السعودية، أمريكا ، تركيا ،وروسيا ) في فيينا لمناقشة الوضع السوري . يأتي هذا الاجتماع بعد توجه الأسد إلى موسكو، ولا نعرف ماهي مطالب الأسد ،وماذا تم نصحه من روسيا ؟! فروسيا بتدخلها وجدت نفسها أنها تورطت وأنها سوف تغرق في المستنقع السوري في حال استمرت بدعم نظام متداعٍ قابل للسقوط في أية لحظة ولا بد من حفظ ماء الوجه وليس أمامها إلا خيار واحد للخروج من هذا المأزق وهو الطلب من الأسد التنحي مع ضمانات له ومعاونيه بعدم محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبهم وبحق وطنهم المفكك والمدمر والمنهار ،والذي يحتاج إلى عشرات السنين ليعود فقط على ما كان عليه وليس أفضل مما سبق ؟! أخذ الأسد من معقله ليس فحسب من أجل شكر روسيا على ما قامت به تجاهه من دعمه لتدمير بلده وقتل وتشريد شعب بأكمله ؟! هناك طبخة تطبخ من وراء الكواليس إذا وضعنا في الاعتبار أن عصابات المرتزقة تم توظيفهم من الغرب وروسيا وإيران وبذلك سحبهم بمنتهى البساطة ولا يحتاجون للطيران الروسي للقضاء عليهم بل يحتاج إلى إعادة تجميعهم وإرجاعهم إلى بلدانهم أو إرسالهم إلى معسكر جوانتانامو . نخلص إلى القول أن زيارة الأسد للدب الروسي هي في الواقع لإنقاذ روسيا منذ أن استخدمت حق النقض الفيتو ضد إرادة الشعب السوري لتحريره من عبودية الأسد وزبانيته ،وكذلك تحسين صورة روسيا السيئة في المنطقة على أنها المنقذ والمخلص للشعب السوري من ذلك النظام