الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأسد في عدرا… التلاحم بين بقايا رئيس وبقايا شعب

الأسد في عدرا… التلاحم بين بقايا رئيس وبقايا شعب

27.03.2014
ضرار نفاع


القدس العربي
الاربعاء 26/3/2014
كثيرة هي التوصيفات التي واكبت رحلة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى منطقة عدرا بريف العاصمة دمشق كما زعم منظموها، البعض بارك شجاعته المنقطعة في تحدي الخلق والذهاب أبعد من مشارف قصره أما آخرون فشككوا بأن الأسد قد زار عدرا أصلا وأنه بصدد التحضير للانتخابات الرئاسية القريبة.
بغض النظر عن الإنقسام المعهود في النظرتين فإن الواضح من الفيديو المعتمد من الرئاسة السورية أن هناك شيئا جديدا لم يعتده من قبل هرم السلطة في نظام البعث من الأسد الأب إلى وريثه الإبن كما لم يعتده أيضا أي مواطن سوري، دخل الرئيس الحجرة تلو الحجرة من دون ذاك الهتاف الهستيري الأقرب إلى الوثنية بالروح… بالدم… نفديك يا بشار قبل الظهور والباقي حتى بعد الزوال.
هناك وقف الرئيس مع مواطنين بؤساء الأول بحسب الشريط رب لأسرة نزحت سوية عن عدرا، سأله الرئيس عن الموعد المحدد لفراره أكان قبل مجيء الارهابيين أم بعده وكأن الفارق الزمني سيغير من مكربة ذاك المغلوب على أمره، لقاء ثان مع سيدة سورية فقدت زوجها في الغوطة فيرتاب الرئيس قليلا عما اذا كانت قد أبلغت رجال الأمن والجيش عن اختفائه.
أكثر اللقاءات تجسيدا لإنهيار رأس السلطة كان عندما طلب من الرئيس علبة دواء بعدما استحق في وقت ما قيادة الأمة بل والعالم كما مالأه أحد دمى مجلس شعبه!
هكذا أمست سوريا… شتات الشتات مقذوفون خارج بلادهم وهم لا يزالون داخلها … هياكل لعائلات .. مجسمات لأطفال أيتام … شباب بلا ارادة … شيوخ ضاعت بشاشتهم عند همج السلطة.
الربع الأخير من الزيارة يسير كما اشتهى ثالث ثالوث صيحة ‘الله… سوريا…بشار وبس، المواطنون في الإنتظار في قاعة تفتقر لمنصة التحيات والتبريكات التي اعتاد الأسد الإبن من بعد أبيه أن يمنحها لشعبه أيا تكن حالته أو حالة البلاد، رغم ذلك أوجدوا للأسد ناصية مرتفعة قليلا عن سواه من السوريين كي يستطيع أن يبشر للجمع بتأملاته عن الوطن والشهداء.
في خطبة الأسد المقتضبة للغاية كان صوته مهتزا وخلا من نوبات الضحك التي تنتابه عادة بين فقرات كلامه أو حتى من مقارباته الفلسفية عن جيرانه الأعداء التي مهر بها خلال سنوات الثورة، كل ما في الأمر أنه كرر سيرة الاستمرار في مكافحة الإرهاب من دون أن يحدد تاريخا لإنتهاء العمليات العسكرية ضده أو فيما اذا كانت العمليات أوشكت على نهايتها أو حتى إن كانت في طور المنتصف، وذلك رغم أن وسائل إعلام النظام تتحف مشاهديها بأخبار يومية عن الانتصارات المتلاحقة ضد التكفيريين.
ربما واقع الحال أن الرئيس السوري لم يعد يملك ما يقال سوى أفعال تنم أنه يواصل تطبيق نظرية شبيحته بمنطقها الأعرض …. الأسد أو نحرق البلد…
أغلب السوريين يعرفونه جيدا إنه التهديد الأوضح من النظام وأزلامه وقد انتشر بسرعة منذ طلائع الربيع العربي بعيد انتصاره في تونس عبر شبكات الخليوي المملوكة من قبل ابن خال الرئاسة ديناصور الفساد الأكبر رامي مخلوف …اليوم يبدو أن ذاك الخيار المرير كان بمثابة الوعد الصادق لحزب البعث وليس لحزب الله هذه المرة، أما وقد اختار السوريون حرق البلد فهذا أغلب الظن لأن سوريا لم تعد لهم منذ انقضاض آل الأسد وشبيحتهم عليها فتقاسموها بأهلها كغنيمة حرب
زيارة الأسد إلى عدرا كانت باهتة اللون… فاقدة للشيء…عاقرة المغزى… ضئيلة المعنى… كشفته كبقايا لرئيس ورث السلطة ممن استولى عليها وفق نفس الثنائية البغيضة …الأسد أو نحرق البلد.