الأسد في ورطة

سي إن إن 3\5\2015
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
سلسلة من الانتصارات حققها المتمردون الإسلاميون ضد النظام السوري تثير احتمال حدوث تغيير جذري في زخم الحرب التي رآها مناصرو بشار الأسد لسنوات طويلة على أنها أمر مسلم به لصالحهم.
الخسائر الكبيرة في الأراضي التي تعرض لها النظام في مدينة جسر الشغور الشمالية وما بعدها, بعد سقوط مدينة إدلب في يد المتمردين, إضافة إلى سلسلة من النجاحات النسبية حول جنوب غرب دمشق, ما هي إلا نتائج لمستوى جديد من التنسيق بين جماعات المتمردين التي أمضت العام الماضي في قتال بعضها البعض من أجل فرض السيطرة, وذلك على حساب مواجهة بشار الأسد. صعود داعش شكل عقبة أخرى للمتمردين الأكثر اعتدالا في القتال ضد النظام السوري.
ربما يساعد هذا التغير أهداف سياسة الولايات المتحدة الخارجية من خلال زيادة احتمال أن يقوم نظام الأسد – أو أولئك الذين في داخله- بالنظر في إمكانية الوصو إلى حل سياسي لوضع حد للحرب المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات. ومع ذلك فإن هناك جانب سيء وهو أن العديد من الجماعات المتمردة التي تحقق النصر الآن متحالفة وتقاتل جنبا إلى جنب مع جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا.
هجوم المتمردين على جسر الشغور نهاية إبريل زود العديد من المحللين بدليل على أن النجاح الأخير للمتمردين في السيطرة على إدلب ما هو إلا جزء من تطوير أكبر في استراتيجية أوسع. نفس هؤلاء المتمردين يصورون أنفسهم إلى جانب أسلحة ثقيلة فيما يبدو أنها الجبال التي تقع بين جسر الشغور ومدينة اللاذقية الساحلية, الميناء الاستراتيجي ذو الأهمية الخاصة بالنسبة لكلا الطرفين والتي أصبحت الآن في مرمى المتمردين.
التغيير في السيطرة على الأراضي يترك المتمردين مع مساحة أوسع من الأراضي في شمال سوريا تحت سيطرتهم, إذا استمروا في ذلك, فإنهم سوف يزيدون الضغط على أجزاء كبيرة من مدينة حلب, التي لا زالت تحت سيطرة النظام. يمكن للمتمردين الآن الاتجاه جنوبا نحو الطريق الرئيس باتجاه مدينة حماة, وهو ما يشكل تحديا للطرق الرئيسة التي تعتبر ممرات حيوية لإمداد النظام في حرب الاستنزاف هذه.
حول دمشق, النظام في وضع أفضل ولكنه عانى من خسائر كبيرة في الجنوب. سيطر المتمردون على المعبر الرئيس مع الأردن مؤخرا ومنذ ذلك الحين وردت تقارير بأنهم يحققون مكاسب كبيرة إلى الجنوب الغربي من العاصمة.
يعزو المحللون هذا التغيير في الديناميكيات إلى كل من التعاون ما بين جماعات المتمردين التي كانت تقاتل بعضها البعض في الماضي وإلى التنسيق الأكبر بين داعميهم السنة والخليجيين – قطر والسعودية وتركيا.
يقول إلياس حنا, وهو جنرال لبناني متقاعد يعمل حاليا أستاذا في الجامعة الأمريكية في بيروت :" قبل عامين كانوا يقاتلون بعضهم البعض, والآن يقاتلون إلى جانب بعضهم. علاوة على ذلك هناك تغير كبير في القضايا الإقليمية في تركيا وقطر والسعودية. أعتقد أنهم يحضرون لشيء ما ويساعدون بصورة غير رسمية في تقديم السلاح والتدريب والدعم".
وقال جوشوا لانديز, الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية في جامعة أوكلاهوما بأن التغيير في المواقف الإقليمية ناتج عن قرار ملك السعودية الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بأن إيران تشكل خطرا أكثر إلحاحا على دولته من عدو آل سعود القديم المتمثل في الإخوان المسلمون.
"وهذا ما سمح له التنسيق مع تركيا وقطر لمواجهة الأسد, حتى لو كان ذلك يعني تسليح النصرة والقوى الإسلامية الأخرى". ويعتقد لانديز بأن الولايات المتحدة اضطرت للرضوخ لهذا الموقف الجديد.
كما يبدو أن الأسلحة المتطورة كان لها أثر كبير على قوات النظام, حيث ظهرت تسريبات لمقاطع فيديو تظهر فيها صواريخ التاو الحديثة المضادة للدبابات والتي تسببت في دمار كبير لمدرعات النظام, حيث بدا أن المتمردين يحسنون استخدامها بطريقة جيدة.
ولكن العديد من المحللين يشيرون إلى أن القضية الرئيسة التي أدت إلى هذا التغير هو التآكل البطيء لموارد النظام من القوى البشرية. هناك تقارير متكررة تشير إلى وجود توترات في النظام, تشمل خلافا واسع النطاق ما بين اثنين من رؤوساء المخابرات أدت إلى نقل أحدهما للمستشفى, وحتى وجود توتر ما بين الجيش العربي السوري والمليشيا المحلية التي عادة ما يستخدمها النظام لتعزيز قواته, والتي يطلق عليها اسم قوات الدفاع الوطني.
كما شهدت العملة السورية انحدارا آخرا في الأسابيع الأخيرة. أشار حنا إلى أن الكلفة الشهرية للحرب تصل إلى مليار دولار على النظام, وأن الدعم المالي يعتمد كثيرا على إيران.
وفي الخلفية أيضا, هناك أيضا التحركات الجارية للوصول إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران. أشار المراقبون إلى أنها ربما توفر نافذة ضيقة للمتمردين وداعميهم من أجل المزيد من المكاسب على الأرض قبل أن يؤدي الاتفاق إلى إطلاق الأموال الإيرانية التي ربما يدعم فيها نظام الأسد. إذا فشلت المحادثات, يقول المحللون إن طهران ربما تكون أكثر استعدادا للمواجهة من خلال دعم النظام التي تعتبر أنه حيوي من الناحية الاستراتيجية لنفوذها الإقليمي.

Analysis: Syria's al-Assad regime in trouble
By Nick Paton Walsh, CNN
Updated 1952 GMT (0252 HKT) May 3, 2015
(CNN)A series of victories by Islamist rebels against the Syrian regime is raising the prospect of a sea change in the momentum of a war in which the endurance of Bashar al-Assad has for years seemed to many as a given.
Substantial territorial losses by the regime in the northern city of Jisr-el-Shugur and beyond, after the city of Idlib also fell to rebels, coupled with a relatively successful series of advances around the southwest of Damascus, are the result of new levels of cooperation among rebel groups that have spent the past years fighting each other for supremacy, to the detriment of their campaign against al-Assad. The rise of ISIS had also provided another obstacle to more moderate rebels in their fight against the Syrian regime.
This change may more broadly assist U.S. foreign policy goals by raising the likelihood of the al-Assad regime -- or those within it -- being willing to contemplate a political solution to the now four-year war. Yet it comes with a substantial downside: Many of the rebel groups seeing success now are allied with and fighting alongside the Nusra Front -- al Qaeda's franchise in Syria.
The rebel storming of Jisr-el-Shugur in late April provided many analysts with evidence the rebels' recent success in taking Idlib was part of a broader improvement in strategy. The same rebels now film themselves with heavy weapons in what appear to be the mountains between Jisr el-Shugur and the coastal city of Latakia, a port of great strategic significance for both sides which the rebels now have in their sights.
The change in territorial control does leave the rebels potentially with a larger swath of northern Syria more firmly under their control and, if sustained, will eventually pressure the parts of Syria's largest city, Aleppo, that the regime still holds. Rebels can now also project force southward down the main highway toward Hama, challenging the key roads that are the vital supply channels in this war of attrition.
Around Damascus, the regime is in a better position but has seen significant losses to the south. Rebels took a key border crossing with Jordan recently and have since been reported to have made gains to the southwest of the capital.
Analysts put this change in the dynamics down to both cooperation between rebel groups who once fought each other and also greater coordination between their Sunni and Gulf backers -- Qatar, Saudi Arabia and Turkey.
Elias Hanna, a former Lebanese army general who now teaches at the American University of Beirut, said, "Two years ago they were fighting each other, now they are fighting together. Moreover there is a major shift in the regional issue in Turkey, Qatar and Saudi Arabia. I think they are preparing something and helping indirectly with weapons, training, and backing.
Joshua Landis, associate professor in the School of International and Area Studies at the University of Oklahoma, said the change in regional postures was a result of the new King of Saudi Arabia, King Salman bin Abdulaziz Al Saud, deciding that Iran was a more pressing challenge to his state than the House of Saud's other long-term foe, the Muslim Brotherhood.
"This allows him to coordinate with Turkey and Qatar taking down Assad, even if it means arming Nusra and other Islamist forces," he said. Landis said he believes the U.S. has "acquiesced" to this new position.
Improved weaponry also appears to be taking its toll on the regime forces, with a proliferation of social media videos of the advanced TOW anti-tank missile system causing substantial damage to regime armor in the hands of rebels relatively proficient in its use.
But many observers note a key issue determining this change is the slow erosion of the regime's manpower and resources. There have been repeated reports of tensions in the regime, including a widely reported spat between two intelligence chiefs that led to one of them being hospitalized, and even tensions between the Syrian Arab Army and the local militias the regime often uses to bolster manpower, the National Defense Force.
The Syrian currency has also experienced another crash in the past weeks. Hanna noted that the monthly cost of the war to the regime was $1 billion, and that it may be significantly dependent on Iran for this financial support.
In the background, too, are the ongoing moves toward a nuclear deal between Washington and Tehran. Observers note this might provide a tight window for rebels and their backers to establish new gains on the ground before a deal releases Iranian money that might bolster the al-Assad regime. If the talks fail, analysts suggest Tehran may be markedly more confrontational in backing a regime it sees as strategically vital for its regional influence.
http://edition.cnn.com/2015/05/03/world/analysis-assad-regime-possible-trouble/