الأسلحة الكيماوية السورية: أدلة على شن نظام الأسد هجمات بغاز الكلور ضد الأطفال

دايلي تيليغراف 30/4/2014
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
نظام الرئيس بشار الأسد لا زال يستخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين, وفقا لما أظهره تحليل علمي لعينات أخذت من عدة مواقع شنت فيها هجمات كيماوية.
في أول اختبار مستقل من نوعه, أجري حصريا لصالح لصحيفة التيليغراف, تم جمع عينات من التربة من ثلاثة أماكن شنت فيها هجمات في البلاد من قبل أفراد مدربين معروفون للصحيفة وتم تحليلها من قبل خبراء في الحرب الكيماوية.
النتائج التي حصلنا عليها تظهر آثار كبيرة قاطعة على وجود غاز الكلور والأمونيا في المواقع الثلاثة.
استخدام هذه المواد في حرب " الغازات السامة والخانقة" – وكلاهما يمكن أن ينتج عنهما غاز الكلور والأمونيا- محظور بموجب اتفاقية جنيف التي وقعت عليها سوريا.
هذه الهجمات, التي استخدم فيها في بعض الأحيان عبوات موسومة بعلامات تدل على المحتوى الكيماوية, شنت عن طريق المروحيات. في الحرب الأهلية السورية, فقط النظام هو من يملك القوة الجوية, مما يجعل من المؤكد أن الهجمات الكيماوية الأخيرة لا يمكن أن يقوم بها أحد إلا النظام وحده وليس المعارضة.
يقول هاميش دي بريتون- غوردون, وهو خبير بريطاني في الأسلحة الكيماوية كان مشتركا في الإختبار :"لقد أثبتنا بشكل قاطع أن النظام استخدم الكلور والأمونيا ضد المدنيين خلال الأسبوعين أو الثلاثة الأخيرة".
حتى مع ظهور نتائج اختبارات التيليغراف إلى العلن يوم الثلاثاء أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها سوف ترسل بعثة تقصي حقائق إلى سوريا للتحقيق في مزاعم حصول هجمات باستخدام الغاز السام. الحكومة السورية من جانبها قالت إنها سوف تستقبل اللجنة ووعدت بضمان أمنها.
وكان النظام وافق مؤخرا على وضع أسلحته الكيماوية تحت السيطرة الدولية بعد الهجوم الذي وقع في ضواحي دمشق في أغسطس الماضي. هذا الهجوم أدى إلى مقتل حوالي 1400 شخص كما يقال وأثار غضبا دوليا.
ولكن حتى مع عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على إزالة العناصر الأخيرة من مخزون سوريا, فإن هجمات بدائية جديدة ولكن قاتلة شنت خلال ذلك.
في الأسبوعين الأخيرين وحدهما كان هناك ثمانية هجمات منفصلة على البلدات والقرى التي تقع تحت سيطرة المتمرين في محافظة إدلب.
الحكومة السورية نفت مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى وأعتبرتها "اتهامات مغرضة" مع اعتبار بعض النقاد, من بينهم روسيا, أن الهجمات ربما شنت عن طريق المتمردين أنفسهم لإثارة تدخل دولي.
ولكن الاختبارات الكيماوية التي أجرتها التيليغراف تؤكد الآن أن غاز الأمونيا والكلور استخدموا في إدلب وأن مصدر السموم هو البراميل التي أسقطتها المروحيات.
حصلت الصحيفة على عينات التربة التي جمعت من مواقع حصول الهجمات عن طريق الدكتور أحمد - وهو مسعف لا يمكن الكشف عن شخصيته الحقيقية لضمان سلامته – الذي تلقى تدريبا في السابق على عملية جمع العينات من قبل خبراء كيماويين أجانب. السيد دي بريتون-غودرون, خبير الأسلحة الكيماوية البريطاني ومدير شركة سيكيور بيو الخاصة, كان من بين المدربين.
سلم الدكتور أحمد عينات التربة التي أخذت من مواقع الهجوم التي شنت في 11 وو 2118 أبريل في كفر زيتا. كما كان هناك عينات من الهجوم الأخير الذي شن في قرية تلمنس نجم عنه مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
العديد من الأشخاص, من بينهم أطفال, قتلوا وأصيب المئات في الهجمات.
لقطات الفيديو وشهود العيان يظهرون أنه كان على المصابين آثار أعراض التسمم بغاز السارين والكلور, التي تشمل: التهاب العيون وتهيج الجلد وصعوبة في التنفس ووخروج زبد مختلط بالدم من الفم.
يقول السيد دي بريتون- غوردون, وهو ضابط متقاعد من الجيش البريطاني :" كان علي أن أتحقق أن العينات كانت تشكل سلسلة كاملة من الأدلة, بحيث أن مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية ومواقع الجي بي أس التي أخذت من قبل الدكتور أحمد خلال جمعه للأدلة متسلسلة – وقد كانت كذلك فعلا.
وأضاف :" حفظت العينات ضمن القواعد التي تتبعها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتم تقديمها ضمن الحالة الممتازة التي مكنتنا من فحصهم".
تحت إشراف التليغراف اختبر السيد دي بريتون- غوردون عينات الكلور والأمونيا وكانت نتائج التحليل واضحا تقريبا.
وقال السيد دي بريتون- غوردون :" في كل عينة وجدنا دليلا على استخدام الكلور . كما أشارت العينات إلى استخدام الأمونيا أيضا في كفر زيتا".
الأسبوع الماضي قال فرانسوا هولاند, الرئيس الفرنسي, إن لدى حكومته بعض "المعلومات" ولكن ليس " الأدلة" على أن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور في الهجمات الأخيرة.
بناء على طلب الدول الغربية, من بينها بريطانيا, أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الثلاثاء إنها تعمل على إرسال مهمة تقصي حقائق للتثبت من الإدعاءات الأخيرة حول استخدام غاز الكلور في الصراع السوري.
رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية, أحمد أزومكو, أعلن "تشكيل لجنة من المنظمة لإثبات الوقائع التي أحاطت بادعاءات استخدام الكلور في سوريا". كما جاء في بيانه.
لم يكن الكلور من ضمن المواد المدرجة في اتفاق الأسلحة الكيماوي الذي أبرمته المنظمة ولكن استخدامه كسلاح كيماوي, بقصد التسبب بالضرر, يعتبر خرقا مباشرا لاتفاقية الأسلحة الكيماوية.
تدرك التيلغراف أن بعض الحكومات الغربية جمعت أدلة وتعمل على اختبارها من مواقع الهجمات التي وقعت في إدلب. وفي جميع الأحوال فإن النتائج التي خرجت بها التيليغراف هي النتائج العلمية المستقلة الأولى التي تنشر حول الهجمات.
يقول السيد دي بريتون- غوردون :" هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جمع مستقل للأدلة ويتم الخروج بنتائج قاطعة على استخدام النظام للكلور والأمونيا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية :"نشعر بقلق عميق حيال مزاعم استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية من بينها الكلور, في الصراع السوري. دعونا في الأسبوع الماضي لإجراء تحقيق ولهذا فإننا نرحب بالقرار الذي اتخذته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإثبات الوقائع. المملكة المتحدة, إضافة إلى عدد متزايد من الدول, أثاروا مرة أخرى هذه المخاوف في الاجتماع التنفيذ للمنظمة. وعلى بعثة المنظمة أن تقدم إجابات عاجلة للشعب السوري الذي يعاني كثيرا".

Syria chemical weapons: the proof that Assad regime launching chlorine attacks on children
By Ruth Sherlock, Gaziantep
President Bashar al-Assad is still using chemical weapons against civilians, a scientific analysis of samples from multiple gas attacks has shown.
In the first independent testing of its kind, conducted exclusively for The Telegraph, soil samples from the scene of three recent attacks in the country were collected by trained individuals known to this news organisation and analysed by a chemical warfare expert.
Our results show sizeable and unambiguous traces of chlorine and ammonia present at the site of all three attacks.
The use in war of “asphyxiating, poisonous or other gases” - both of which can be produced by chlorine and ammonia - is banned by the Geneva Protocol, of which Syria is a signatory.
The attacks, which in some cases used canisters marked with their chemical contents, were conducted by helicopter. In the Syrian civil war, only the regime has access to aerial power, making it now certain that the recent chemical attacks could only have been carried out by the regime, not the opposition.
Hamish de Bretton-Gordon, a British chemical weapons expert involved in the testing, said: “We have unequivocally proved that the regime has used chlorine and ammonia against its own civilians in the last two to three weeks.”
Even as results of the Telegraph tests were being made public on Tuesday the global chemical weapons watchdog Organisation for the Prohibition of Chemical Weapon announced it would be sending a fact-finding mission to Syria to investigate allegations of the gas attacks. The Syrian government said it would accept the mission and is promising to provide security.
The regime had previously agreed to hand over its chemical weapons to international control following an attack in the suburbs of Damascus last August. That attack is said to have killed up to 1,400 people and sparked international outrage.
But even as the OPCW now works to remove the last elements of Syria’s declared stockpile, a crude but deadly new type of chemical attack is being launched.
In the last two weeks alone there have been eight separate chemical attacks on rebel held towns and villages in Idlib province.
The Syrian government has denied the claim that it is using chemical weapons again as a “baseless allegation” with some critics, including Russia, claiming the attacks could have been mounted by the rebels themselves to trigger international intervention.
But chemical tests conducted with The Telegraph now confirm that chlorine gas and ammonia have been used in Idlib, and that the toxins came from barrels that were dropped from helicopters.
This newspaper obtained soil samples collected from sites of chemical attacks inside Syria by Dr Ahmad - a medic whose real identity cannot be revealed for his own protection - who had previously received training in sample collection by western chemical weapons experts. Mr de Bretton-Gordon, a British chemical weapons expert and director of Secure Bio, a private company, was one of the trainers.
This week Dr Ahmad passed on soil samples taken from the attacks that happened on April 11 and 18 in Kafr Zita, and on the 21 April. There was also a sample from an attack last week in the village of Talmenes which killed at least three people.
Several people, including children, died and hundreds were seriously wounded in the attacks.
Video footage and eye witness testimony show casualties displaying symptoms typical of chlorine gas and ammonia poisoning: sore eyes, irritated skin, difficulty breathing and a bloody foaming from the mouth.
Mr de Bretton-Gordon, a retired British Army colonel, said: “I had to verify that the samples had the complete chain of evidence, so that the video footage, stills photography, and GPS locations taken by Dr Ahmad in collecting the samples marries up - and it does.
“The samples were kept along the rules that the OPCW require. They were presented in perfect condition required so that we can test them.”
Watched by The Telegraph, Mr de Bretton-Gordon tested the samples for chlorine and ammonia, and the results of the analysis were soon clear.
“In each of the samples we have found evidence of chlorine,” said Mr de Bretton-Gordon. “Also, the samples indicate that ammonia has also been used in Kafr Zita.”
Last week François Hollande, France’s president, said his government had some “information” but not “proof” that the Syrian government had used chlorine gas in recent attacks.
At the behest of western nations, including Britain, the OPCW announced on Tuesday that it is sending a fact-finding mission to probe the recent alleged use of chlorine gas in the Syrian conflict.
The head of the Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons, Ahmet Uzumcu, announced “the creation of an OPCW mission to establish facts surrounding allegations of use of chlorine in Syria”, a statement said.
Chlorine was not a substance included in the original OPCW weapons deal but its use as a chemical weapon, with the intent to cause harm, is a direct contraction of the Chemical Weapons Convention.
The Telegraph understands that some foreign governments have also collected and are testing samples from the attack sites in Idlib. The Telegraph’s findings however, are the first independent scientific results to be published on the attacks.
“For the first time there is independent collected and produced evidence that the regime has been using chlorine and ammonia,” said Mr de Bretton-Gordon.
FCO spokesman said: “We are deeply concerned by the allegations that chemical weapons, including chlorine, continue to be used in the Syrian conflict. Last week we called for an investigation and we therefore welcome the decision taken by the OPCW to determine the facts. The UK, along with a growing number of states, again raised these concerns in today’s OPCW Executive Council meeting. The OPCW mission must provide urgent answers for the Syrian people who have already suffered so much.”
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/middleeast/syria/10796175/Syria-chemical-weapons-the-proof-that-Assad-regime-launching-chlorine-attacks-on-children.html