الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأطفال اللاجئون!

الأطفال اللاجئون!

04.08.2016
د. خالد الجابر


الشرق القطرية
الاربعاء 3/8/2016
قد نتحدث عنهم كثيراً، ونرأف لحالهم، ونذرف بعض من الدموع، بعدها يعود كل منا إلى همومه اليومية، دون اقتناص الفرصة لتقديم ولو القليل لتغيير الواقع الأليم! دراسة الجامعة التقنية في ميونخ لأطفال اللاجئين وفي مقدمتهم السوريون، يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة". ويعود ذلك أنهم تعرضوا إلى تجارب غير مسبوقة، من فرار لعدة أشهر، ومخاطرة بقوارب الموت المكتظة، والاختباء في الشاحنات وسيارات النقل، والعيش في المخيمات وأماكن خطرة، ويطلب منهم رغم كل ذلك أن يكونوا هادئين، وألا يبكوا رغم الخوف الذي يسيطر عليهم، مما يعرضهم لمشاعر العزلة والقلق والتمييز والصدمات النفسية. من ناحية أخرى سلطت العديد من الصحف الغربية الضوء على مأساة جديدة، تمثلت في اختفاء آلاف اللاجئين السوريين القُصَّر، ولم يعثر عليهم بعد وصولهم لأوروبا، وتسجيل بياناتهم لدى سلطات الدول المستقبلة لهم.=
الأمم المتحدة أصدرت بيانا أكدت فيه، أن أعداد الأطفال السوريين اللاجئين، سيرتفع نهاية العام الحالي إلى 2.5 مليون طفل. وأن عدداً كبيراً منهم يعيشون أو يعملون في بعض شوارع العواصم العربية مثل لبنان، حيث يتعايش أغلبهم مع التسول أو البيع على أرصفة الطرقات. وإن طفلاً بدون جنسية يولد كل 10 دقائق، محذرة من أن المشكلة ستتفاقم مع أزمة المهاجرين واللاجئين، بسبب الحرب في سوريا. وهناك أكثر من 37 ألف ولادة حصلت خلال الأربع السنوات الماضية، وهم لا يملكون أي وثيقة تثبت أنهم سوريون، كما يجب أن يتم التصريح بالولادة للسلطات السورية عن طريق السفارة، خلال 90 يوماً، من أجل منحه الجنسية السورية، ولكن معظم الخارجين من سوريا، غادروا بطريقة غير شرعية، وهذه مشكلة بحد ذاتها. السؤال الذي طرأ على بالي، ونحن ندفن والد أحد الزملاء الذي وافته المنية منذ أيام، هو: إذا خيرنا في أن نبني مسجداً ونضع عليه اسم أحد أقارب أو أهل المتوفى، كحسنة، أو صدقة له، أو مساعدة هؤلاء الأطفال، ودعمهم وتعليمهم وإيوائهم.. فماذا نختار؟