الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأكراد على أوتوستراد ‘هولير2 جنيف’

الأكراد على أوتوستراد ‘هولير2 جنيف’

23.01.2014
فائق يوسف


القدس العربي
الاربعاء 22/1/2014
مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، وحزب العمال الكردستاني، بلم شمل المجلسين الكرديين: مجلس شعب غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي، التي تكللت بلقاء هولير 17/12/2013، وبحضــــور كل من المناضــلة ليلى زانا ورئيس بلدية آمد عثمان بايدمير، ورغم أنها لم ترتق إلى مطالب هولير1 في بناء شراكة حقيقية بين المجلسين، إلا أنه ركز على رؤية مشتركة، حول آلية حضور مؤتمر جنيف 2 في سويسرا، وشكل نجاحاً كبيراً لحزب الاتحاد الديمقراطي.
وحقيقة، كثُر اللغط حول الوفود المشاركة في مؤتمر جنيف2 وحول موعد انعقاده، وحول إرسال الدعوات او عدم إرسالها، ونالت قسم كبير منه المعارضة السورية، إلى درجة الاتهامات، بالإضافة إلى بعض الأطراف الكردية والدول العالمية، خاصة بريطانيا التي طالب مبعوث حكومتها لدى المعارضة السورية جون ولكس في تصريحٍ لصحيفة ‘الحياة’ بأنه يترتب على حزب الاتحاد الديمقراطي حضور المؤتمر مع وفد النظام، وذلك بعيد لقاء مع الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول.
إلى جانب هذه الاتهامات أثار إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعمه بالتشارك صالح مسلم والسيدة إلهام أحمد لمشروع الإدارة المرحلية، والتحضير لإدارة ذاتية للمناطق الكردية في سوريا، غيظ الشركاء الكرد والعرب السوريين، وكذلك بعض الدول الإقليمية، وعلى رأسها تركيا، خشية من أن يؤثر هذا الإعلان على كرد تركيا، وبذلك فقد فرضت على هذا الحزب حالة من العزلة العالمية التي تفكها بعض الدول، في مقدمتها روسيا.
لا يخفى على أحد ما حققه الاتحاد الديمقراطي ومجلس شعب غرب كردستان من قوة كبيرة قوامها حوالي الستين ألف مقاتل، بحسب بعض الناشطين، وهم منتشرون في عموم المناطق الكردية، حتى في الأحياء ذات الغالبية الكردية في حلب، وخوض هذه القوات معارك ضارية ضد بعض المجموعات المسلحة، وسيطرتها على تل كوجر ‘اليعربية’ وسري كانيه ‘رأس العين’ وغيرها، وطبيعي أن تنتاب الحزب مخاوف من أن تتم مناقشة حالة هذه القوات في جنيف 2 ضمن عملية التفويض، والمطالبة بحلها، باعتبارها جزءا ـ حسب المعارضة السورية والأطراف الدولية – من طرف ما، ليفقد الحزب كل ما بناه من قوة ومؤسسات، وليخسر كل التضحيات التي قدمها في سبيل بسط سيطرته على المناطق الكردية كقوة وحيدة.
وبناء على ما سبق، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي، سينسف بتفاهمه في هولير 2 مع المجلس الوطني الكردي كل الأقاويل والاتهامات التي تدعي وجود علاقة تنسيق بين النظام وقوات الحماية الشعبية الكردية، على اعتباره ينسق مع طرف كردي شريك في المعارضة السورية، خلال جلسات جنيف2، ولن يكون ضحية توافق النظام والمعارضة في حل كل الأطر العسكرية.
‘ كاتب من سوريا