الرئيسة \  مشاركات  \  الأمم المتحدة من المساعدات إلى جريمة اللعب بالمشاعر الإنسانية

الأمم المتحدة من المساعدات إلى جريمة اللعب بالمشاعر الإنسانية

18.11.2013
وليد فارس



اتخذ مجلس الأمن بداية الشهر العاشر من العام الجاري قراراً يدعو إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية فوراً للمناطق التي تحتاج لمساعدات في سورية, منذ تلك الفترة دخلت فرق مكتب المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى سورية, بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي انتهاء مهمتها بشكل رسمي في مناطق مختلفة من سورية بعد أن فشلت بإيصال المساعدات الإنسانية لتلك المناطق وأصدرت بيانات علقت على كل الأطراف بما فيها الشعب فشلها وضعفها في إتمام مهامها.
استطاعت المساعدات الإنسانية المدارة عن طريق مكتب  "الأوتشا" أن تصل لعدة مناطق في سورية ولم تكن المشكلة الأساسية بالكميات التي وصلت أو نوع المساعدات بل بتنسيقها مع النظام بشكل أساسي في انطلاقها وعودتها وقوائمها ودخولها على الرغم من أن هذه المساعدات موجهة في الغالب لمناطق يسيطر عليها الثوار, إلا أنه جرى تجاهلهم تجاهلاً واضحاً ومتعمداً, وتم تجاهل كل تلك الدعوات المتكررة لإغاثة الآلاف من المعذبين في مناطق على شفير الموت لم يوافق النظام على السماح بعبور المساعدات إليها ولم تمارس تلك المنظمات الضغط الكافي واللازم لإدخالها.
لقد كان قرار مجلس الأمن على طاولة النظام يُقبّل يده صباح مساء, ويمارس عليه جميع أنواع التعديلات دون إشعاره بأي نوع من الضغط, في حين أن صواريخ "التوماهوك" كانت قبل أيام تكاد تطير فوق رأسه لتجبره على تسليم السلاح الكيماوي.
لقد أصدر أهالي حمص وريف دمشق ومؤسساتهم العسكرية والثورية  –على سبيل المثال- عشرات نداءات الاستغاثة و تصريحات التعاون والحماية والتنسيق, وأعلنوا عن رغبتهم الصادقة -مرات ومرات- بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة ومختلف المؤسسات الإنسانية, لكن تلك المؤسسات اكتفت بالاتصال من أجل الاستفسار عن الأوضاع تارةً, والسؤال عن التغيرات العسكرية الحاصلة تارةً أخرى, وعن أعداد الأطفال الذين يموتون في أحسن الأحوال, وأخيراً عن رغبة هؤلاء الثوار بالتعاون مع النظام أو الذهاب إلى جنيف2!, وكأنها تقول المساعدات مقابل جنيف!.
لقد ساهمت تلك المؤسسات باللعب على مشاعر وعواطف الناس, وقد لا يكون النظام الدولي كتب عقوبة لهذه الجريمة لكن بكل تأكيد يتفق الجميع على عظمها وبشاعتها من مؤسسات إنسانية ومن أصحاب مبادرة وقيادة دولية.
إن نظرة تحليلة لأعمال هذه المؤسسات يجد أنها إما جسم مشلول نتيجة الفشل الدولي في معالجة الأزمة الدولية, أو أنها تُنفذ سياسات عمياء مجردة من المشاعر الإنسانية التي تحمل اسمها بحجج الإجراءات التقنية و الاتفاقات التنظيمية.
لا أعلم إلى أي حد من الممكن أن يسير الإنسان بحجة الاستطاعة والقدرة وأن هناك ضغوط على العمل؟, لكن بكل تأكيد لا يجب أن يصل إلى الدرجة التي يمارس معها جرائم أو يصبح شريكاً فيها.
حمص المحاصرة, 16-11-2013
خمسمائة وعشرين يوم على حصار المدينة