الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأمن القومي العربي المهدد ومرتكزه الأساسي: سوريا (1-2)

الأمن القومي العربي المهدد ومرتكزه الأساسي: سوريا (1-2)

09.11.2015
وائل مرزا



المدينة
الاحد 8/11/2015
الأمن القومي العربي المهدد ومرتكزه الأساسي: سوريا (1-2) ثمة سؤالٌ كبير جداً آن للعرب التفكير فيه بجدية: مَن في هذا العالم يُهمهُ حقاً مصيرهم، شعوباً وحكومات؟ بمعنى، هل هناك قوةٌ إقليمية أو عالمية تُمانعُ، ولو من باب المصالح، ليس فقط في استمرار الفوضى الراهنة في العالم العربي، بل في تصاعدها إلى أقصى حدٍ ممكن؟ مع كل مايمكن أن يصاحب ذلك من (تغييرات) في الخرائط والأنظمة والتركيبات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في أقطار العرب.
لايمكن تصور خطورة السؤال دون إدراك حجم وطبيعة الانقلاب الذي حدث في رؤية النظام العالمي للمنطقة العربية في السنوات الخمسة الأخيرة، بعد تلك اللحظة التي أشعل فيها شابٌ تونسي النار في نفسه.
ليس مهماً هنا وصفُ ماحدثَ بعدها ب (الربيع العربي) أو غير ذلك. لايُغير في الأمر شيئاً رفضُ تسمية (الثورات) من قبل البعض، والإصرارُ عليها من قبل البعض الآخر. فهذه تقسيماتٌ في ذهننا وحدَنا، وليست سوى عنصرٍ (جانبي) و(إعلامي) في تعامل النظام الدولي مع المنطقة. والتفكيرُ بتلك الطريقة أقرب لما يكون ب (تفكيرٍ رغائبي) لاعلاقة له بحقيقة المشهد وحساباته.
ماحصلَ حصل. ولم يطل الوقتُ حتى أدركت أطراف عديدة في النظامين الإقليمي والدولي أن الحدثَ أدخل العالم العربي كلياً في حقبةٍ جديدة. وبغض النظر عما يمكن أن تحملهُ هذه الحقبة للعرب أنفسهم، كان مايهم تلك الأطراف، ولايزال، هو ماتحملهُ من (مخاطر) أو (فُرص)، غير مسبوقة، عليها و/أو لها.
واقعُ الأمر أن العالم العربي، بأسره، لم يكن (مكشوفاً) في أي مرحلةٍ سابقة كما باتَ عليه الحال في الفترة الأخيرة. ضروريٌ هنا، لفهم الظاهرة، التأكيد، مرةً أخرى، أن العالم الخارجي لايتعامل، استراتيجياً، مع مكونات العالم العربي، (دُوَلهِ تحديداً)، بناءً على مواقف هذه الأخيرة مع أو ضد وَصفِ الربيع أو تسمية الثورات..
فسواء أعجَبَنَا، كعرب، هذا الوضع أم لا، هناك اعتقادٌ راسخ في دوائر الدراسات الاستراتيجية وصناعة القرار أن العاصفة، بكل مكوناتها ونتائجها، تَهبﱠ في هذه المنطقة من العالم الذي يُكوﱢنُ، تاريخياً وثقافياً وجغرافياً واجتماعياً، كُتلةً واحدة. وأن تأثير المتغيرات التي تحملُها، العاصفةُ إياها، بالغُ العمق والتعقيد والتداخل بحيث لايمكن، استراتيجياً، عزلُ جزءٍ منها عن الآخر، اللهم إلا عند الحاجة لسياسات وتصريحات تكتيكية قصيرة المدى، وبأهداف (دبلوماسية) و(اقتصادية)..
خلاصة القول في هذا المجال أن الأمن القومي العربي لم يكن متداخلاً من قبل كما هو عليه الحال اليوم. وأكثرُ من ذلك، لم يكن الأمن المذكور مُهدداً، من قَبل، بهذه الخطورة. وقبل الإجابة عن سؤال: ما العمل؟ يمكن التذكير بحقائق أخرى، إضافةً إلى ماسبق، كمؤشرات على هذا الموقف.( للحديث بقية).