الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأهداف الآسيوية للبحرية الإيرانية

الأهداف الآسيوية للبحرية الإيرانية

12.04.2014
موقع ديبلوماسي إيراني


الحياة
الاربعاء 9/4/2014
تاريخ إيران في التواصل البحري والتجارة مع الدول الآسيوية ضارب في القدم. وإلى اليوم، تنتشر أسر غنية ونافذة تتحدر من اصل إيراني في عدد من الدول الآسيوية، وفي الهند وتايلاند تحديداً. وسعت السياسة الخارجية الإيرانية الى تذليل "الضغوط" أو العقبات المترتبة على المقاطعة الاقتصادية، وأولت الأولوية لنسج علاقات رسمية مع بعض الدول الآسيوية الصديقة. والقيادة الإيرانية حريصة على إثبات قدراتها في البحار، وفي الأعوام السبعة الماضية، نجحت البحرية الإيرانية في التوسع إلى 30 موقعاً بحرياً خارج مياهها الإقليمية، وقبلتها اليوم هي المياه الدولية. ويبدو ان مكانة (سلاح) البحرية في السياسة الخارجية الإيرانية صارت اكبر، وأن زيادة موازنتها في السنوات الأخيرة ساهمت في تقوية قدراتها الدفاعية. وهي سعت إلی تحديث قدراتها الفنية، وحدّثت غواصاتها الروسية الصنع وزودتها محركات ديزل كهربائي. وباشرت ايران مشاريع تصنيع قطع بحرية خاصة بالغواصات والمراكب.
تعتبر البحرية الإيرانية من أقوى الجيوش البحرية في المنطقة. وهي أرسلت منذ 2008 قطعها الی مياه البحر المتوسط والممرات المائية القريبة من الصومال في اطار "ديبلوماسيتها الدفاعية"، وأثنى ضباط في البحرية الأميركية على أدائها ولباقة بحارتها. واليوم، توسع طهران آفاق انتشارها البحري الى المياه الآسيوية.
ويجافي الصواب من يعتقد بأن ثمة اجماعاً دولياً على مواجهة الأهداف النووية الإيرانية، ولا مؤشرات الى مثل هذا الإجماع في الدول الآسيوية البراغماتية (العملانية)، أو الى مقاطعة اقتصادية لإيران. فاليوم الوطني الإيراني لقي اهتماماً واسعاً في صحافة هونغ كونغ، وفي وقت لم تُرفع بعد العقوبات علی طهران، لا يستخف بأهمية عائدات النفط. ولا يخفى ان دولاً آسيوية مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية هي من اهم مستهلكي النفط الإيراني. وتسير العلاقات الثقافية والديبلوماسية في هذه الدول جنباً الى جنب العلاقات التجارية.
وأظهرت ايران انها حريصة على عدم انقطاع صادراتها الى الدول الآسيوية. وتيسّر الصين نقل النفط الإيراني، ومنحت اليابان ناقلاتها تأميناً بحرياً في وقت تعذر تأمين حمولات الناقلات الإيرانية. وجزيرة باتام الإندونيسية المطلة على مضيق سنغافورة، صارت احد اقطاب بيع النفط الإيراني. ففيها تفرغ ناقلات النفط الإيراني الخام، وتنقل في مراكب صغيرة الى وجهات آسيوية. ناهيك عن توسل الإيرانيين شركات- واجهة وتغيير اسماء مراكب ايرانية وسجلاتها للتستر على الصادرات الإيرانية والتهرب من قيود المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية.
لا شك في ان البحرية الإيرانية اصبحت من الوسائل البارزة لحماية الملاحة في المياه الدولية، ومنها الآسيوية. ويؤكد مسؤولون في القوة البحرية الإيرانية اهمية مياه المحيط الهندي وجنوب شرقي آسيا في حماية مصالح ايران الأمنية والتجارية (نقل النفط) في مضائق هرمز وباب المندب وملقة.
وعلی رغم ان إيران والصين لم تشتركا في مناورات بحرية مشتركة، ثمة تعاون وثيق بين قادة البحريتين. وسددت اليابان وكوريا الجنوبية بعض ديونهما النفطية لطهران بعد اتفاق جنيف النووي. وفي ظاهرة لافتة رست قطع من الأسطول البحري الإيراني في ميناء مومباي الهندي، إذ شارك قائد البحرية الإيرانية في مؤتمر دولي أُقيم في مدينة جاكرتا. وعجلة التعاون تدور بين ايران وإندونيسيا، وتبحث البحرية اليابانية في التعاون مع البحرية الإيرانية. وأبرمت طهران وجاكرتا اتفاقاً بـ3 بلايين دولار لإنشاء محطات لتكرير 300 الف برميل من النفط الإيراني يومياً. ويمكن القول ان الظروف مواتية لانتشار قطع الأسطول الإيراني في المياه الآسيوية. وتدعم المجتمعات الإسلامية الآسيوية هذا الانتشار، ولا يغيب عن البال ان واشنطن تعمل كذلك لتعزيز انتشارها في هذه المياه.
* هيئة التحرير، عن موقع "ديبلوماسي إيراني"، 7/4/2014، إعداد محمد صالح صدقيان