الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الأيرنة و5 مليارات “عربية” !!

الأيرنة و5 مليارات “عربية” !!

19.12.2013
محمد بتاع البلادي



المدينة
الاربعاء 18/12/2013
خسر الإعلام العربي الجولة حتى وإن نجح في تحقيق مليار يورو أرباح.. ونجحت سياسة (الأيرنة) من خلال الإعلام الذي وجد نفسه وحيداً على الساحة فكذب وكذب وكذب حتى صدقه الناس!
الأيرنة و5 مليارات “عربية” !!• للمرة المليون يثبت الإعلام العربي انفصامه البيّن عن قضايا وهموم وآمال وآلام أمته، وأنه إعلام مادي بحت يلهث خلف المال ولاشيء غيره.. ففي الوقت الذي أنشأت (إيران) خلال السنوات العشر الأخيرة أكثر من قناة إخبارية واجتماعية خاطبت من خلالها العرب بلغتهم الأم، ونقلت وجهة نظرها السياسية، وروّجت لمشاريعها النووية والباليستية، وصبغت كل أخبار وأحداث المنطقة بصبغتها الخاصة فيما أصبح يعرف بسياسة (الأيرنة).. في الوقت الذي فعلت فيه إيران كل هذا بلسان عربي مبين، كان المال العربي -وبحسب إحصائيات عالمية- منشغلاً باستثمار قرابة (500 مليون يورو) في إنشاء (320) قناة فضائية (إباحية) على الأقمار الأوروبية.. متفوقاً بهذا الرقم حتى على (أهل الكار) من الإسرائيليين الذين تركوا للعرب الصدارة، وتراجعوا للمركز الثاني بعد أن باتوا لا يملكون سوى (30) قناة إباحية فقط!.
• إذا كانت الأمور تقاس بنتائجها فإن (تُجار المتعة) العرب وقنوات (الشخلعة) قد حققت -بحسب المصادر نفسها- أرباحاً مالية تفوق (المليار يورو) خلال السنوات السبع الأخيرة، و(صفراً) مكعباً في قضاياهم الوطنية والاجتماعية والأخلاقية!!.. بينما حصلت إيران على العلامة الكاملة محققة من خلال (أكاذيب) إعلامها الموجّه الذي لم يجد منافساً، كل ما يمكن تحقيقه من مكاسب سياسية وإعلامية واقتصادية خصوصاً في الآونة الأخيرة.
• عربياً.. وبغض الطرف عن بعض القنوات الطائفية التي تُؤجِّج للفتنة والكراهية، وتتاجر بالدين، فإنه لا توجد قناة عربية تبنت نقل وجهات النظر العربية باللغة الفارسية، لتوضيح الحقائق وكشف زيف هذا النظام التوسعي أمام شعبه.. أو حتى إلى محاولة تغيير الصورة النمطية المشوهة للعربي في الذهنية الفارسية، والتي كرستها الأدبيات الفارسية طوال قرون، فالعرب رغم آلتهم الإعلامية الضخمة مازالوا في نظر كثير من الشعب الإيراني حفنة من البدو الحفاة العراة آكلي السحالي، أصحاب الجلود السوداء، الذين يقطنون الصحراء ويتصفون بالتوحش والقسوة، والتعطش للقتل وشرب الدماء!!.
• فارق كبير بين النظر في المرآة والنظر من النافذة.. ومشكلة الإعلام العربي ليست في افتقاره للرؤية والمنهجية فحسب، مشكلته الأكبر تكمن في التوجه.. فهو إعلام موجّه للداخل، بمعنى أنه موجه إما للتغييب أو للتزييف.. وما رواج الإعلام الموازي في عموم العالم العربي (صحافة إلكترونية، شبكات التواصل الاجتماعي) إلا دلالة لا تقبل الشك على غياب الثقة والمصداقية في الإعلام العربي الرسمي، وهذا -بالمناسبة- أمر طبيعي، فأي غياب لكيانات حكومية وشرعية، ستملؤه كيانات غير رسمية!.
• خسر الإعلام العربي الجولة حتى وإن نجح في تحقيق مليار يورو أرباح.. ونجحت سياسة (الأيرنة) من خلال الإعلام الذي وجد نفسه وحيداً على الساحة فكذب وكذب وكذب حتى صدقه الناس!.
Twitter: @m_albeladi