اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الأُسَر السورية المنكوبة ، وصالات الأعراس ، والغناء في المآتم !
الأُسَر السورية المنكوبة ، وصالات الأعراس ، والغناء في المآتم !
26.05.2019
عبدالله عيسى السلامة
اقترحتُ من سنين ، أن تحوّل أجورُ صالات الأعراس ، إلى المنكوبين في الشام ، واستجاب بعض الفضلاء ، وما زال الاقتراح قائماً !
النسَق الزئبقي السوري ، تَحكمه احتلالات عدّة ، ولايملك المخلصون ، من أبنائه ، سوى التوادّ والتعاطف والتراحم بينهم.. فهل هم فاعلون؟
في الحديث الشريف :
(مَثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد،إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد ، بالسهر والحمّى)!
أهذا الحديث للتطبيق ، بين المؤمنين؟
أهو لليهود والنصارى ، والمجوس والمشركين والملاحدة ؟
قبل سنين طويلة ، أصدر الشاعر السوري المبدع ، عمر أبو ريشة ، ديواناً شعرياً ، بعنوان : غنّيتُ في مأتَمي !
فهل جاءت هذه التسمية عبثاً ، من قبل الشاعر؟
وهل جاءت ، على سبيل اللهو بالألفاظ ، المتضادّة المعاني ؟
أم جاءت ، تعبيراً عن ألم ممضّ ، يحرق الكبد ، قبل أن يحرق الأوراق ، التي تكتب فيها الكلمات ؟
كانت الأسر السورية ، تتجنّب إظهار الفرح والبهجة ، عبر الزغاريد والطبول ، وعبر الرقص والغناء .. إذا أرادت إقامة عرس ، لأحد أفرادها ، وإلى جوارها أسرة مفجوعة ، بفقد عزيز؛ وذلك احتراماً لمشاعر الأسرة ، وإظهاراً لنوع من التعاطف ، مع مأساتها !
اليوم ، الأسر المشرّدة ، عن بلادها ، تتسابق ، إلى استئجار صالات الأعراس ، وإلى دفع أجور باهظة ، لأصحاب هذه الصالات ، وهي ترى الملايين ، من أبناء شعبها ، من أهل وأقارب وجيران .. مشرّدين ، في الفيافي والقفار والغابات .. لا يملكون ، من ضروريات الحياة ، أيّ شيء ، على الإطلاق ، وهم يبحثون ، عن لقمة الطعام ، في الحاويات ، ويأكلون الأعشاب ، في البراري ؛ كيلا يهلكوا جوعاً !
ولا يملكون ثمن جرعة الدواء ، لمريض مدنف ، هو في أمسّ الحاجة ، إليها !
ولا يملكون غطاء ، يقي جسد أحدهم ، من البرد ، سواء أكان مريضاً ، أم شيخاً ، أم طفلاً !
وحين يذكّر أحد أصحاب الأعراس ، بهؤلاء ، وهو يرقص ، في صالة الفرح ، يقول ببساطة : الحياة يجب أن تستمرّ!
وإذا ذكّرته ، بأن الحياة تستمرّ، بشكل أفضل ، ممّا هي عليه ؛ لو أنه عطف ، على أهل بلده، المحتاجين إلى نقوده .. يقول ، ببساطة : أنا أرغب ، بتحويل أجرة الصالة ، إلى البائسين ، لكن الآخرين يرفضون !
وإذا سألته ، عن الآخرين ، أحال الأمر إلى أهله ، إذا كان العرس لابنه .. أو إلى أهل العروس، الذين قد يرفضون الفكرة ، من أساسها !
وربما أجاب بعضهم ، بأنه يرسل أموالاً ، إلى المحتاجين ، من أهله وأقاربه .. وأن أجرة الصالة، لا تعيقه ، عن إرسال المعونات ، إلى المحتاجين ، من هؤلاء !
وبعض أصحاب الأعراس ، هؤلاء ، قد ينسى معاني التوادّ والتعاطف والتراحم ، بين المسلمين ، أو يغفل ، عن كون هذه الأمور، نفسية قلبية ، بالدرجة الأولى ، قبل أن تكون مالية ! وقد ينسى أن الرقص ، في أثناء مآتم الآخرين ، من أبناء شعبه المنكوب ، هو مناقض ، لمعنى الحديث الشريف ، عن التوادّ والتعاطف والتراحم !
فماذا يعني هذا ، كلّه ؟ أيعني أن أهل الشام ، عامّة ، أصيبوا بعاهات نفسية ، أو عقلية ؛ نتيجة للمصائب ، التي عانوا منها، في ظلال القلق المتواصل ، والقهر المزمن، والرعب الجاثم على الصدور، من سنين طويلة !؟
وإذا كانت هذه المظاهر؛ مظاهر عدم الاكتراث، بمصائب الأهل والجيران، قد أصابت الكثيرين، من أبناء الشام ، بأمراض نفسية أو عقلية .. فهل أصيب الجميع ، بهذا ، ولم يعد ثمّة أصحّاء: في قلوبهم ، وعقولهم ، ونفسياتهم !؟
وإذا كانت مثل هذه الأمور، تحتاج إلى مبادِرين ، يكون كلّ منهم ، في موقعه ، قدوة لغيره ، في الخير.. فهل انقرضَ هذا النوع ، من الرجال والنساء ، الذين يبادر أحدهم ، إلى أن يكون قدوة لغيره : في الخير، وفي المروءة ، وفي الإحساس، بمآسي الأهل والأقارب، والمعارف والجيران!؟
نجزم ، أن هذا الطراز من الناس ، لم ينقرض .. لكنّ الذكرى تنفع المؤمنين !
وأخيراً : لا بدّ ، من التذكير، بأن ما أصاب أهل الشام ، من مآسٍ ومصائب ، قد أصاب شعوباً عربية عدّة ، حالها كحال أهل الشام ، من حيث الحاجة إلى : التوادّ والتعاطف والتراحم ! وإذا غفل المؤمنون ، حتّى عن تطبيق معاني هذا الحديث النبويّ ، على أنفسهم ؛ فليذوقوا وَبالَ أمرِهم , ولا يصبّوا لومهم ، على أعدائهم ، خارج بلادهم وداخلها !