الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإبادة مستمرة في سوريا

الإبادة مستمرة في سوريا

23.08.2016
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
22/8/2016
ثلاثة تقارير صدرت بشكل متزامن خلال الأيام الماضية تظهر حجم المأساة التي يقترفها نظام الأسد وحلفاؤه في سوريا، وهي مأساة تفوق في حجمها كل ما تعرضت له الشعوب العربية مجتمعة، فقد وصل عدد الشهداء في سوريا إلى مليون إنسان، وما يزيد على مليوني جريح، وربع مليون معتقل و100 ألف مفقود و50 ألف حالة اغتصاب و14 مليونا ما بين مهجر ومشرد.
ما يجري للشعب السوري عار على العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء، وعار على الحكام والشعوب والنخب، وعار على الساكتين والمتواطئين والمشاركين في الجريمة، وعار على المؤسسات الدينية، وعار على الشيعة في كل أنحاء العالم، وعار على كل من لا يدعم الشعب السوري بأي طريقة من الطرق.
هذه التقارير تتحدث عن فظائع في الشام يرتكبها الأسد وميليشياته وإيران وحزب الله وروسيا، وهي صادرة عن جهات مختلفة، هي منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس ووش، والشبكة السورية لحقوق الإنسان.
التقرير الأول لمنظمة العفو الدولية يوثق مقتل 17723 شخصا تحت التعذيب في سجون الأسد الرهيبة منذ بداية الثورة، بمعدل 300 شخص شهريا، أو 10 قتلى تحت التعذيب يوميا في السجون والمعتقلات التي طلق عليها "مقابر الأحياء".
ويوثِّق تقرير أصدرته المنظمة بعنوان "إنه يحطّم إنسانيتك: التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا"، جرائم ضد الإنسانية والانتهاكات المروِّعة والظروف غير الإنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات السورية.
نفس المنظمة، العفو الدولية تقول: إن هذا العدد يعكس تقديرًا متحفظًا، ومن المرجح أن يكون أكثر من ذلك، بالنظر إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد اختفوا قسرًا في مراكز الاحتجاز في مختلف أنحاء سوريا. وبعض الجهات تشير إلى أن عدد القتلى في معتقلات الأسد وصل إلى 50 ألف معتقل على الأقل.
التقرير الثاني أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان التي وثقت 166 هجوما بالأسلحة الكيماوية شنها نظام الأسد ضد الشعب السوري، أدت إلى مقتل 1500 شخص وإصابة 12 ألف آخرين، في حين شن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" 3 هجمات، أسفرت عن مقتل 116 شخصا. وذلك في تقرير بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الذي شنه نظام الأسد بالغازات السامة في غوطة دمشق الشرقية والذي أدى إلى مقتل 1100 شخص.
التقرير الثالث أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" واتهمت فيه روسيا بالتوسع باستخدام القنابل المحرمة دوليا في سوريا، وأكدت وقوع 47 هجوما بقنابل عنقودية، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في 3 محافظات منذ 27 مايو 2016 وحتى 25 يوليو الماضي، كما وثّقت استخدام 13 نوعا من الذخائر العنقودية في سوريا، كان نصيب حلب منها وافرا بعد سيطرة الثوار عليها وتحريرها من ميليشيات النظام وحلفائه.
رائحة الموت تنبعث من كل هذا التقارير، والقتلى بالآلاف والجرحى بعشرات الآلاف، ومع ذلك يقف العالم إما متآمرا أو صامتا على ما يجري في سوريا، وعلى الجرائم الإرهابية التي يرتكبها نظام الأسد المجرم الوالغ في الدماء.
الكل يتآمر على الشعب السوري، وما يسمى "أصدقاء الشعب السوري" مجرد وهم وسراب وزيف وخداع، وأمريكا وروسيا وإيران يتشاركون في قتل الشعب السوري، والأخوة العرب في سبات عميق.
في سوريا موت بالمجان، وفي سوريا يضيع معنى الحياة، وفي سوريا تنتهك الإنسانية كلها، وفي سوريا يغتصب الضمير، وحدهم السوريون يقاتلون من أجل مصيرهم، وشعارهم الدائم "ما لنا غيرك يا الله" بعد أن تخاذل الجميع عن نصرتهم.