الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإبراهيمي: من الصفر بدأ وإلى الصفر انتهى!

الإبراهيمي: من الصفر بدأ وإلى الصفر انتهى!

22.02.2014
أ.د. سالم بن أحمد سحاب


المدينة
الجمعة 21/2/2014
الإبراهيمي: من الصفر بدأ وإلى الصفر انتهى!أخيراً عاد السيد الأخضر الإبراهيمي إلى نقطة الصفر، فأعلنها صريحة لا لبس فيها أنه قد فشل تماما في تقديم أي شيء ملموس للشعب السوري المنكوب بالزمرة الظالمة الغادرة بعد أكثر من عام ونصف العام من التصريحات والوعود المكللة بالزهور والورود.
عاد الدبلوماسي الثمانيني الإبراهيمي بخفي حنين، وهو يعلم غالباً أنه لا يرجو من بشار الأسد أكثر من خفين يدفع بهما شيئاً من برد الشتاء وخذلان الأصدقاء ومكر الأعداء.
لكن هل الإبراهيمي مجرد حلقة في سلسلة مرسومة لتعذيب الشعب السوري وإذلاله وتشريده حتى لا تقوم بعد اليوم لأي من شعوب المنطقة قائمة ولا حتى نائمة! هل لا بد من المرور على كل هذه المآسي والنكبات والمجازر قبل أن يشهر القانوني الغربي مشرطه لتقسيم سوريا وتفتيت شعبها! لماذا لم يكن ذلك منذ الشهر الأول، بل لما لم يسبق الثورة نفسها، وقد علموا أن رواحلها قد أوشكت على بلوغ الشام المبارك!
ماذا كان يتوقع الإبراهيمي، وقد فشل اثنان ممّن سبقوه؟ ما الجديد الذي كان ينتظره، وهو يدرك أن العالم قد عزم على إدارة وجهه للاتجاه الآخر أمام كل فصول الرعب التي يتعرّض لها الشعب السوري يوميا؟ ما الجديد الذي كان يحمله ليُغيِّر شيئا من الواقع على أرض الميدان وفي حلبات السياسة؟ ما التنازلات التي وُعد بها من النظام السوري الكاذب دوماً؟ وما الإغراءات التي وفّرتها له عصبة الأمم حتى ينهي مشواره السياسي بهذا القدر الهائل من الفشل الذريع؟!
أهو حقاً (البريستيج) الأممي؟ هل هي الهالة الإعلامية التي لا تكاد تبرح أي موقع يظهر فيه الإبراهيمي، لتتلقّف كل كلمة منه عسى أن يكون فيها بصيص أمل لشعب فقد الأمل إلاّ من خالقه وبارئه وناصره إن شاء الله في نهاية المطاف... تآمر من تآمر، ونافق من نافق، وصدق من صدق!
لقد أثبت الشام المبارك صلابة معدنه، فهو ينفي الخبث، ويكشف الكذب، ويطهّر الصف المؤمن من الأدعياء والمتآمرين!
هل هي الإرهاصات السابقة لتحقق النبوّة الكبرى؟ أم هي مجرد محطة من محطات الذل والهوان التي كثر تردد قطار العروبة والإسلام عليها؟!!