الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "الإحتفالية" بوقف إراقة الدماء!

"الإحتفالية" بوقف إراقة الدماء!

09.06.2013
سمير منصور

النهار
الاحد 9/6/2013
اذا كان بعض اللبنانيين سيحتفلون كل على طريقته كلما سقطت قرية أو دسكرة في سوريا، تأييداً لنظام أو لمعارضة، فأمر لا يبشر بالخير على الاطلاق. وما حدث الاسبوع الماضي ينبغي أن يشكل انذاراً للجميع. فـ"الاحتفالية" التي تم التعبير عنها بوسائل مختلفة في بعض وسائل الاعلام والسياسة والشارع، وضعت البلاد على حافة الخراب. واذا كان من حق اي طرف في لبنان أن يعبّر عن موقفه سياسياً، فليس من حق اي كان أن يضع البلاد على فوهة البركان.  وينبغي أن تكون "الاحتفالية" فقط عندما يتوقف حمام الدم، وعندما يتوقف تدمير سوريا على رؤوس اهلها، موالين أو معارضين.
ولئن يكن من المكابرة تجاهل انعكاسات المأساة السورية المستمرة على المناخ السياسي والشعبي في لبنان، فان دور القيادات، حزبية كانت ام سياسية في موقع رسمي مسؤول، هو تجنيب "الجماهير" والبلاد عامة تداعيات المأساة. والمصيبة الكبرى أن يكون بين هؤلاء – لا سمح الله – من يقف وراء حملات التحريض، وأن تكون الدولة عاجزة عن حماية الناس. ومن المفيد جداً مراجعة حركة الخروج من لبنان في المدة الاخيرة... فالأعداد مرعبة لا يجوز الخوض فيها قبل التأكد من دقتها من مصادر مستقلة.
ولم يفت الأوان بعد. فـ"حزب الله" الذي برر تدخله في الحرب السورية وفي منطقة القصير تحديداً، بأسباب تتعلق بالخوف على المقاومة وسلاحها وحمايتها، لا يزال قادراً على إعادة تصويب البوصلة... واذا كان قد استطاع اقناع جمهوره بالتدخل العسكري لحماية مقام السيدة زينب في البداية، ثم لحماية سكان بعض القرى المتداخلة على الحدود وتحديداً من الشيعة، ثم لمساعدة النظام في استعادة "القصير" لأهميتها الاستراتيجية كصلة وصل بين دمشق وحمص والساحل السوري ولأنها خط امداد رئيسي وفيها الكثير من معابر تهريب السلاح، فقد لا يكون في استطاعته اقناع هذا الجمهور بالتدخل الى ما لا نهاية في كل انحاء سوريا، وربما يجد نفسه ساعتئذ كأنه يبرر تدخل الآخرين، لحماية كنيسة هنا او مسجد هناك أو "مزار" هنالك... تماماً كما ساهم التهور والبطولات الوهمية من بعض مؤيدي المعارضة، في مكان ما، في تبرير تدخل "جيش" الحزب في المعارك الدائرة في سوريا.
واخيراً، اذا تبدى لمعارضي تورط "حزب الله" في الحرب السورية – وليس ضرورياً ان يكون المعارضون من خصومه السياسيين، بل ان بعضهم من اصدقائه وحلفائه وأبرزهم العماد ميشال عون (وإن بخجل) وكذلك الشيخ ماهر حمود – انه خسر من رصيده الكثير، فانه لا يزال يملك رصيداً وازناً، يؤكد قدرته على طمأنة البلاد واخراجها من جحيم الحرب المدمرة في سوريا، وتداعياتها اللبنانية!