الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإرهاب أولا.. ونهاية النظام السوري مسألة وقت

الإرهاب أولا.. ونهاية النظام السوري مسألة وقت

29.09.2014
الوطن السعودية



الاحد 28-9-2014
حين ينشر البعض مغالطاتهم بالقول إن التحالف الدولي ضد الإرهاب ليس سوى غطاء لدعم النظام السوري واستمرار الأسد في السلطة، للتأثير على عامة الناس ممن قد يصدق عدد منهم تلك الأقاويل، فإن ذلك لا يتجاوز كونه اصطيادا في الماء العكر ومحاولة لقلب الحقائق من أجل منافع ومصالح ليست خافية.
لذلك يأتي توضح وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أول من أمس بأن "الحرب ضد تنظيم داعش المتطرف لا تسهم في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم"، كي يضع النقاط على الحروف لمن يشككون في الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب، فالخطر تجاوز مناطق الاضطرابات ليصبح عالميا، ولذا كان لابد من المواجهة.
ببساطة متناهية.. لو فكر أي شخص بأن الدول المعارضة للحرب ضد إرهاب "داعش" مثل روسيا وإيران هي الداعمة لنظام الأسد لقطع الشك باليقين، ولو فكر أكثر لوجد أن الدول التي دخلت في التحالف كلها رفضت ممارسات نظام الأسد في بداية الثورة السورية، ووقفت ضده في المحافل الدولية، فأي دعم يتحدث عنه هؤلاء؟
إلى ذلك طالما أعلنت المملكة أن النظام السوري هو السبب الرئيس في ظهور الإرهاب وتناميه بممارساته وتسهيلاته، وطالما جرمت أفعاله هي وغيرها من الدول العربية وغير العربية.. وبناء عليه فمن غير المقبول عقلا أن تعمل الدول المشاركة في التحالف على دعم بقاء المنبع الأساس للإرهاب.
من يقرأ الواقع ويحلل التطورات يتذكر أن نظام الأسد هدد سابقا بحرق المنطقة إن لم يحصل على دعم دولي للبقاء، وهو بتهديده يؤكد أنه الجذر الفعلي لوجود الإرهاب في المنطقة، وبالتالي لا مجال لبقائه تحت أي ظرف، فمهمة محاربة الإرهاب كلية وليست جزئية، وعليه فزوال نظام الأسد مسألة وقت، لكونه يأتي في مرحلة حتمية لاحقة بعد القضاء على "داعش"، ففي إنهاء نظام الأسد قبل "داعش" فرصة للتنظيم الإرهابي كي يسيطر على مناطق جديدة يتغلغل فيها بين المدنيين فتصبح مواجهته أكثر صعوبة مما هي عليه اليوم.
أما إذا قضي على "داعش" أولا، بالتزامن مع وجود قوة عسكرية مؤهلة من المعارضة السورية المخلصة لوطنها والقادرة على إدارة المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري واستمرارها بمواجهته، فإن نظام الأسد سوف يصبح أمام خيار واحد هو الرحيل، وعندها يبدأ الشعب السوري مرحلة إعادة البناء.