الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإرهاب سني… وشيعي كذلك

الإرهاب سني… وشيعي كذلك

09.10.2014
موشيه آرنس


القدس العربي
صحف عبرية
هآرتس 7/10/2014
الاربعاء 8-10-2014
ان قطع الرؤوس فقط الذي نفذه جلاد "تنظيم الدولة الاسلامية" (داعش في الماضي) نبه العالم الغربي الى اخطار الارهاب الاسلامي. فبعد بث ذلك العمل الفظيع في التلفاز انشأ الرئيس براك اوباما حلفا لمحاربة الارهابيين وبدأوا من الفور يقصفون اهداف المنظمة. ومن الواضح ان طائرات الحلف لم تستعمل وسائل الحذر التي استعملها سلاح الجو الاسرائيلي في محاربة حماس في غزة في حملة الجرف الصامد – وهي التحذيرات السابقة "فرق السقف" ودعوة المواطنين الى اخلاء المنطقة في مضاءلة خسائر من الابرياء بقدر مستطاع – وكانت النتيجة المحتومة التي هي اصابة المدنيين الابرياء بحسب ذلك.
من المعلوم جيدا لاوباما ولرؤساء الدول التي انضمت الى الحلف ان اسرائيل ما زالت تناضل الارهاب الاسلامي منذ سنين كثيرة، وحدها. فقد كانت تناضل حزب الله الذي تنفق عليه ايران وتسلحه وتدبر أموره – وايران دولة ارهابية اصبحت في مراحل متقدمة لاحراز سلاح الارهاب الهائل، وهو القنبلة الذرية؛ تناضل حماس وهي منظمة ذات ايديولوجية تماثل ايديولوجية الاخوان المسلمين، وتسلحها ايران ايضا. ويعرف حزب الله وحماس بانهما منظمتا ارهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ومع ذلك ذلك تتمتع اسرائيل بعطف قليل بحربها لهما. بل انها تنتقد احيانا بحربها لهما.
هل يوجد في الحقيقة فرق كبير بين داعش وحماس وحزب الله يمكن أن يفسر الاختلاف في معاملتهما كحقيقة أنه لم ينشأ أي حلف لمحاربتهما؟ ان داعش وحماس وحزب الله نسخ متشابهة من الارهاب الاسلامي. والاثنتان الاوليان سنيتان وحزب الله شيعي. ولكن يوجد بينها جامع مشترك وهو انها ترى الغرب عدوما وتطمح من القضاء على دولة اسرائيل.
ان هذه المنظمات كسائر المنظمات الارهابية الاسلامية كالقاعدة وجبهة النصرة تحمل كلها جوهر الدعوة الى القضاء على دولة اسرائيل. فحرف الشين في الاسم السابق "داعش" هو اختصار شام وارض اسرائيل في رأيهم الجزء الجنوبي منها. وهذا الجوهر موجود ايضا عند الايرانيين الذين لا ينكرون انهم ينوون القضاء على دولة اسرائيل. وهذا هو سبب دعمهم لحزب الله بل لحماس برغم أنها منظمة سنية.
لماذا لا يلاحظ اوباما الجامع الجوهري المشترك بين كل تلك المنظمات الارهابية؟ ولماذا توجد في واشنطن معارضة لتسوية بنيامين نتنياهو بين داعش وحماس؟ هل المسؤولة عن ذلك منطقة النشاط الجغرافية في هاتين المنظمتين؟ فقد ركزت داعش الى الان عملياتها في العراق وسوريا حين تسيطر حماس على قطاع غزة وتجمع القوة في يهودا والسامرة. وقد يكون المسؤول عن ذلك الرأي الخاطيء الذي يرى ان اهداف حماس مقصورة على انشاء دولة فلسطينية. اما داعش فتنوي بحسب ما تعلن، انشاء خلافة اسلامية تضم العراق وسوريا وارض اسرائيل.
ينبغي الا نخطيء اهداف حماس التي تعلن على الملأ انها تنوي القضاء على اسرائيل. ولن تكون للمنظمة أي صعوبة في الانضمام الى خلافة داعش المخطط لها.
وفي ما يتعلق بحزب الله كان يعد ذات مرة ايضا منظمة ذات هدف محدود وهو ارض الجيش الاسرائيلي من داخل لبنان. لكن بعد أن انسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان في سنة 2000 تابع حزب الله نشاطه الذي يرمي الى القضاء على دولة اسرائيل. ولم يكن هدفه المحدود في ظاهر الامر اكثر من ثمرة خيال مراقبين لا يعرفون الحقائق.
ان تناول "تنظيم الدولة الاسلامية" على انه الخطر الارهابي الوحيد في العالم ينبع من قصر نظر ومن سوء الحظ ان هذا الخطر اكبر كثيرا وهو يشمل القاعدة وحماس وحزب الله وجبهة النصرة، وايران فوقها جميعا.